CSID Bulletin Header in JPG

تقرير لمركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة

تركيز الديمقراطيّة في تونس

مع الدكتور مصطفى بن جعفر
رئيس المجلس الوطني التأسيسي  

 


قام الدكتور مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس التأسيسي بأول زيارة له لواشنطن منذ الثورة  من 5 إلى 8 ماي 2014 و ذلك لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين و الدوليين و لإلقاء محاضرة في كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة حول نجاح العملية الدستورية في تونس و التحديات القادمة للديمقراطية في تونس

و نظرا لأهمية هذه الزيارة، نظم مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية بواشنطن مأدبة عشاء يوم 5 ماي بفندق مايفلاور لما يقارب 120 من أبرز المسؤولين  الأمريكيين و ممثلي المنظمات الدولية و الوطنية

 كلمة الإفتتاح  لهذا اللقاء كانت للدكتور رضوان مصمودي، رئيس مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية ببعض الملاحظات التي تعلقت بالتاريخ النضالي الطويل للدكتور مصطفى بن جعفر ضد الديكتاتورية و القمع و دوره المحوري في ضمان نجاح عملية الانتقال الديمقراطي قائلا أن بن جعفر

هو صوت العقل و الهدوء في البلاد و في المجلس الوطني التأسيسي  و أعتقد أن تونس تدين له بالكثير من التقدير و الاحترام لسد الفجوة و جعل الجميع مهتما بالعمل معا و تحقيق الهدف الرئيسي وهو بناء نظام ديمقراطي حقيقي لكل التونسيين و لكل الأجيال










و كان النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، السيد جيرالد فاينشتاين، واضحا في التعبير عن دعمه و دعم وزير الخارجية السيد جون كيري للتجربة التونسية و إعجاب الولايات المتحدة بها: "مضت سنة كاملة مليئة بالتبادل بين تونس و واشنطن" مؤكدا على أهمية دعم الولايات المتحدة للانتقال الديمقراطي في تونس




تبقى تونس أفضل أمل لدينا لتحقيق انتقال ديمقراطي ناجح في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و للعمل مع الشعب و الحكومة لإرساء أساس للاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي وهو في الواقع أولوية بالنسبة للولايات المتحدة

 كما إعتبر أن تونس  إتخذت في الفترة الأخيرة خطوات هامة و جديرة بالذكر لتعزيز الانتقال الديمقراطي مع "الدستور الأكثر تقدما في العالم الإسلامي" و أكد على أهمية الانتخابات القادمة وأختتم ب"إنها لحقيقة أن الطريق إلى الديمقراطية طويل وصعب، و هو الطريق الذي لا ينتهي أبدا


كما تحدّث السيد ويليام هادسون، السفير السابق للولايات المتحدة بتونس، و أظهر الإعجاب و الاحترام لبن جعفر خلال توليه لمنصبه كسفير سنتي 2004-2006 و تحدث السيد هادسون عن لقاء سابق مع بن جعفر في مكتبه قائلا

ما أثار إعجابي خلال هذا اللقاء هو وطنيته و حبه لتونس و رغبته في ضمان مستقبل سياسي إيجابي لها. خلال 3 سنوات التي قضيتها في تونس، عمل الدكتور بن جعفر على إحداث التغيير الديمقراطي. إزداد إعجابي له عندما لعب دورا محوريا كرئيس للمجلس الوطني التأسيسي



أخيرا و قبل أن يأخذ الدكتور بن جعفر الكلمة، أكد الدكتور ويليام لورانس، رئيس الجمعية التونسية للأمريكية، أن الإجماع و التوافق هو الذي أنقذ تونس من الوقوع في فوضى عديد المرات وهذا يعود للجهات الفاعلة مثل المجتمع المدني، النقابات، و المجموعات النسائية التي ساهمت في جمع كافة الأطراف على طاولة المفاوضات : "الصورة الكاملة للنجاح التونسي هي عبارة عن فسيفساء و واشنطن تجد صعوبات في بعض الأحيان لفهم الفسيفساء".



كما أعتبر أنه من بين الأسباب التي أدت إلى التوافق، بالرغم من الانشقاقات في صف حزبه و أزمة الانتقادات سنة 2013، أنّ الدكتور بن جعفر قام بتعليق أعمال المجلس التأسيسي و لكن تعهد بعد ذلك بالدفاع عن العملية الديمقراطية التي نتج عنها الحوار الوطني الذي جاء كنتيجة للمفاوضات

و قال لورنس أن التجرية التونسية "لم تكن  مجرد بطولات مبهرجة بل كانت بطولات هادئة ذات عزيمة فكرية قوية، دهاء سياسي و مثابرة". كما إستشهد بمقولة محلل سياسي تونسي الذي قال أن بن جعفر كان في حالة مد و جزر و راهن على التحالف بين الإسلاميين و العلمانيين لإنهاء الخلاف على خلاف المثال المصري.  كما أكد على وجود حاجة لهذه الأيادي الثابتة و المضي قدما مثل الدكتور بن جعفر لتوجيه السفينة التونسية نحو الديمقراطية و الازدهار

و من ثمة كانت مداخلة الدكتور بن جعفر  اللذي عبر عن إحساسه بالشرف لتلقي هذا الثناء من قبل العديد من الأفراد في هذا اللقاء المشرف : "أنا عاجز عن الحديث أمام هذه الكلمات و هذا الترحيب، لا أعرف إن كنت أستحق مديح عمل قمت به بكل فخر مع الشعور بالواجب و المسؤولية تجاه تونس"

كما تحدث الدكتور بن جعفر عن أهمية تاريخ عائلته في النضال و المقاومة من أجل الاستقلال الذي ساهم في غرس العاطفة الفطرية و الرغبة في النضال من أجل الديمقراطية، حقوق الإنسان، المساواة بين المرأة و الرجل. كما أضاف في سياق الحديث عن الأحداث التي وضعت تونس في طريق الديمقراطية: " هناك ظاهرتان سمحت لهذه التجربة الديمقراطية بأن تكون ناجحة: الأولى متعلقة بالعملية الديمقراطية القائمة على التوافق التي ساهمت في كتابة الدستور، و الثانية متعلقة بتقاسم السلطة و التحالف بين بين الأحزاب الإسلامية و العلمانية".



في أواخر الثمانينات، عندما قام بن علي بحملة قمع وحشية على أعضاء حركة النهضة، قام الدكتور بن جعفر بالتذكير كيف ندد كل من قادة المعارضة في تونس؛ التقدميين والعلمانيين والاشتراكيين والقوميين؛ نددوا بهذا العنف الممنهج و الهجمات ضدهم قائلين أنه اعتداء على حقوق الإنسان و كرامته. "الاختلاف في الرأي أو الاختلافات في التوجهات السياسية ليست عذرا لرفض العمل معا في مقاومة أي نوع من القمع و الظلم".



وأختتم بن جعفر بشرح مدى صعوبة محاولة تحقيق توازن بين الشرعية الانتخابية و شرعية التوافق التي كانت في آخر المطاف مكافأة للديمقراطية الناشئة. و إعتبر أن تونس كانت محظوظة لأن قادتها كانت لديهم الشجاعة و اختاروا التوافق عوضا عن المواجهة رغم الاغتيالات السياسية و الفوضى التي عمت البلاد و التي كان من الممكن أن يبعد العملية الديمقراطية عن مسارها. كما أعرب عن إعجابه للحاضرين بأهمية إشراك جميع التونسيين وجميع أصدقاء تونس في العمل معا لضمان دعم الديمقراطية الناشئة في تونس بالقيمة التي تستحقها:


"أعدكم جميعا اليوم أنه عندما نتجاوز هذا الوضع الغير مستقر للغاية الذي وجدنا فيه أنفسنا، ستنجح تونس و سوف نقوم ببنائها من جديد لتكون دولة حريات و ازدهار

و أختتم الدكتور رضوان المصمودي هذه الأمسية بدعوة كل الحاضرين لحث أعضاء مجلس الشيوخ و الكونغرس لدعم تونس و دعم الديمقراطي في العالم العربي و العالم الإسلامي
 
و بالرغم من أن الولايات المتحدة ليست واضحة فيما يخص موقفها في علاقاتها مع البلدان العربية التي شهدت ثورات و انتفاضات، دعى الدكتور مصمودي الحاضرين للدعم القوي للنموذج الديمقراطي التوافقي الذي تم اعتماده في تونس

 و أكد على كون أن ما حدث في تونس سيكون له تأثير ليس فقط في المنطقة لكن في العالم أجمع. و أن بناء الجسور وتعزيز الجهود التشاركية مع جميع الشركاء هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح


 
____________________________________________________________________________________


إضغط  هنا لمشاهدة الكلمات الترحيبيّة التي سبقت خطاب السيّد مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، في الحفل الذي نظّمه مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة على شرفه يوم ٥ ماي ٢٠١٤


إضغط  هنا لمشاهدة خطاب السيّد مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، في الحفل الذي نظّمه مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة على شرفه يوم ٥ ماي  ٢٠١٤ في العاصمة واشنطن