CSID Tunisia Big Logo

حضرات السادة و السيّدات

يسعدنا أن نضع بين يديكم تقرير لندوة فكرية حول

 

 الشورى و المشاورة

  

الأربعاء 2 جويلية 2014 بمقر مداد

 

 

 

نظم مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية ندوة بعنوان الشورى و المشاورة يوم الاربعاء 2 جويلية 2014 بمقر المركز:

 

حيث كانت الكلمة الترحيبيّة للسيّدة جميلة كسيكسي عضوة الهيئة المديرة لمركز دراسة الاسلام و الديمقراطية و انطلقت فيها من اعتبار الشورى و المشاورة مصطلحات تنتمي الى المخزون العربي الاسلامي ثم قامت بتقديم صاحب التّدخل الأول الدكتور مراد الرويسي و أحالت الكلمة له.

 

كانت المداخلة الأولى للأستاذ الجامعي و المختص في علم الاجتماع و علم النفس الاجتماعي و الأمين عام للحركة الوطنية للعدالة و التنمية السيّد مراد الرويسي حيث اعتبر أن الشّورى و المشاورة من القيم السياسيّة الأساسيّة في الاسلام سواءا من خلال النصوص القرانية أو تاريخ الحضارة الاسلامية, الاّ أن هذه القيم السياسية الاسلامية بقيت مجرد أجندة و لم تتبلور على أرض الواقع مما أدى حسب رأيه الى خلل واضح على المستوى السياسي و يفسر ذلك بارادة النخب الاسلامية لمدة طويلة التضحية بالشرعية السياسية لصالح الدعوة الدينية و ضمان وحدة الأمة رغم عدم وجاهة هذا التفضيل على حد قوله, كما  قسّم الأنظمة السياسية الى صنفين: الأول ذي منطق استبدادي و قهري و الثاني يقوم على مبدأ التراضي و الحرية و التعاقد الاجتماعي و يجزم أن الصنف الثاني هو الذي يتناسب مع القيم الاسلامية و برهن على ذلك بحجج من القصص القرانية و النبوية و من التاريخ الاسلامي السياسي و حيث اعتبر أن من أهداف الأنبياء و الرسل هو هدم الهرمية و التأسيس لنظام مجتمعي أفقي يقوم على الشورى و التشاور و المشاورة مما سيؤسس لشرعية السلطة.

 

 

 

أما الكلمة الثانية فكانت للسيد محمد الناصر شويخة  عضو الهيئة الادارية لحزب التحرير حيث افتتح كلمته بالتأكيد على ضرورة قيام النظام السياسي الاسلامي من منابع الاسلام دون محاولة التلفيق من الغرب أو محاولة تضمين المصطلحات الغربية في الثقافة العربية,  كما حاول استبيان التضادّ بين الديمقراطية التي تقوم على حكم البشر و مبادئ الاسلام التي تفترض قيام نظام سياسي يقوم على حكم الله. كما اعتبر الشورى تقنية من تقنيات العمل السياسي فحسب و ليست نظاما سياسيا بأسره كما أن البيعة هي اتفاق و تعاقد بين المسلمين لاختيار الخليفة الذي ينفّذ على اثرها الأحكام الاسلامية لذلك فهي غير مشابهة لأهداف الديمقراطية ثم اختتم كلمته بالحديث عن محكمة المظالم العليا التي غفل عن أهميتها المسلمون و التي كانت يمكن أن تضمن عدم  خروج الخليفة عن مبادئ الاسلام و عدم تأسّس الاستبداد.

 

أما الكلمة الثّالثة فكانت للسيد خالد شوكات  الأستاذ المحاضر في مادة الدراسات الاسلامية و حقوق الانسان و الأقليّات و عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس حيث انطلق من كون العمل السياسي و النظام السياسي في الاسلام لم يكن يوما واضحا أو متفقا عليه, حيث لطالما وجدت نقاشات و خلافات حول النظام السياسي و اليّات اختيار الحاكم على مرّ التاريخ الاسلامي حيث هنالك من انتهج اليّة الشورى و هنالك من انتهج التعيين مثل الشّيعة و قد اعتبر أن كل التجارب السياسية الاسلامية هي اجتهادات انسانيّة و قد حكم كل خليفة على طريقته فكان هنالك من أسس للاستبداد و الى الحكم بحق الاهي و كان منهم من أسس للعدل و التسامح حسب اجتهاداته الشخصية و من أبرز المدارس التي دعمت العلاقة بين الديمقراطية و الشورى هي الحركة الاصلاحية العربية في القرن التاسع عشر حيث أوّلت النصوص الاسلامية  لتدعم نظام حكم دستوري يقوم على محاسبة الحكام و اختتم كلمته باعتبار أن الديمقراطية هي النظام السياسي الأكثر تبنّيا من قبل المسلمين.

 

 

ثم تم فتح النقاش في ما بعد الى بقية الحاضرين و تم اعطاء الكلمة الى السيد بالقاسم حسن و سالم براهم و صالح دقاز حيث عبّر كل منهم على رأيه في أطروحات المداخلات التي أثثّت الندوة حيث هنالك من اعترض على فكر حزب التحرير و اعتبره ضيّق الأفق من حيث تصوّره للنظام السياسي الاسلامي و هنالك من دعم أطروحة تقارب الشّورى مع الديمقراطية ذاكرا لاجتهادات الخلفاء العديدة في التاريخ الاسلامي. 

  

  

يمكنكم متابعة آخر اخبارنا والتواصل عبر موقعنا الواب  
 www.csid-tunisia.org