حضرات السادة و السيّدات
يسعدنا أن نضع بين يديكم تقرير لندوة بعنوان
سوريا إلى أين؟
الخميس 6 مارس 2014 بمقر المركز بمونبليزير
نظرا للمستجدات على الساحة السورية و التغييرات التي حصلت على المستوى الإقليمي و الدولي، نظم مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية ندوة يوم الخميس 6 مارس 2014 بمقر المركز تحت عنوان "سوريا إلى أين؟" قدم هذا الموضوع، الدكتور عبد الله التركماني، مختص في التاريخ المعاصر و له نشاط مميز كباحث في الشؤون الاستراتيجية و باحث استشاري في " مركز الشرق للبحوث. وأفتتح هذه الندوة الإعلامي السيد صلاح الدين الجورشي الذي يعتقد أن الشعب السوري لم يكن يتوقع أن يؤول الحراك الاحتجاجي إلى كابوس نتج عنه حجم هائل من الضحايا و الخسائر المادية على مستوى البنية التحتية و المواقع الأثرية. يجد السوريون أنفسهم الآن على حد تعبيره، في مفترق الطرق إذ أن النظام السوري لم يبد أي استعداد للمراجعة وهو متمسك بالرئيس الأسد أما عن المعارضة فهي تعتقد أن النظام السوري غير شرعي لارتكابه جرائم حرب في حق الشعب السوري. و من جهة أخرى قال أن الشعب السوري يتألم ألما لوجود مجموعات دخيلة تريد أن تلغي سوريا كدولة، تاريخ و حضارة... و في هذا الإطار يعتبر أن هذه المجموعات أصبحت تشكل عنصر ا آخر لتأزم الوضع في سوريا و من هنا طُرح هذا السؤال سوريا إلى أين؟ المحرج و المؤلم على حد اعتباره لعدم وجود إجابة جدية و موضوعية. و من و من هذا المنطلق قدم الدكتور عبد الله التركماني مداخلته التي تمحورت حول ثلاث نقاط: · كيف كانت سوريا؟ · سيرورة الثورة السورية · سوريا إلى أين؟ وتحدث الدكتور عن النقطة الأولى في هذه الندوة و التي شملت لمحة تاريخية عن سوريا إذ "أنه لا يمكن التحدث عن سوريا إلى أين؟ إلّا إذا عرفنا أين كانت سوريا" كما جاء على لسانه. تحدث الدكتور عن سوريا التي عاشت و مازالت تعيش منذ سنة 1970 تحت نظام استبدادي و دولة تسلطية يحكمها الأمن و دولة أسرة حاكمة و كيف تم تغيير مادة من الدستور السوري "الموضوع على الرف" على حد قوله لفائدة وصول بشار الأسد البالغ من العمر آنذاك 34 سنة للحكم بعد موت والده (تغيير العمر الأدنى للرئيس من 40 إلى 34 سنة) . كما ذكر أن الشعب السوري كان يجب أن يثور قبل مارس 2011 لكن ثقافة الخوف منعته من أن يثور قبل ذلك إذ أن مصير المعارضة كان القتل و الاغتيال أو السجن لأكثر من 20 سنة. ثم قامت الثورة التونسية تلتها المصرية و الليبية، و الحراك العربي عموما فقرر أطفال درعا و شعب سوريا أن يعبروا عن احتجاجهم كما فعل أشقاؤهم في البلدان الأخرى و رفعوا شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" فكان مصيرهم مجابهة الأمن. أختار النظام الخيار الأمني و ليس الحل السياسي لوحدة سوريا و لتحقيق مطالب الشعب السوري وأختار مجابهة الشباب بالرصاص والقتل و تعامل النظام مع الثورة السورية منذ الأيام الأولى بالأسلوب الأمني وهو ما عقد المسألة على النحو التالي: · تطييف الثورة السورية · جعلها ثورة إرهاب و أوهم العالم أنه يحارب الثورة السورية · أوحى للعالم أنه ثمة خطر عليه جراء هذه الثورة و فُتحت سوريا على حد تعبيره لكل المتطرفين: من أفغانستان، الشيشان، تونس، المغرب و غيرهم وقال أن الشعب السوري ليس بحاجة إلى هؤلاء بل بالعكس فهم يمثلون خطرا على هذه الثورة وأن هناك بعدا إرهابيا متنوع الأجناس. كما تساءل عن سبب سكوت المجتمع الدولي عن الجرائم المرتكبة من طرف النظام السوري في حق شعبه مثل البراميل المتفجرة التي تسقط على المدنيين ذاكرا أن الأمم المتحدة بنفسها وصفت ما يحصل في سوريا بالكارثة الإنسانية، لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. و تحدث الدكتور عبد الله التركماني عن جنيف 1 أين تم الاتفاق أنه من الضرورة إيجاد حل سياسي وهو عبارة عن حكومة مشتركة بين المعارضة و ممثلين من النظام السوري لم تتلوث أيديهم بالدم. ثم تحدث عن جنيف 2 للإجابة على هذا السؤال المطروح : سوريا إلى أين؟ وأقترح الدكتور بعض الحلول؛ على الصعيد الإداري و السياسي تكلم عن دولة لامركزية؛ ف"سوريا المستقبل التي كانت محكومة بالحديد و النار" على حد قوله "لن تعود كما كانت". ستكون سوريا في نظر الدكتور عبد الله التركماني دولة لا مركزية أي أنها دولة موسعة و ليست مقسمة تعيش فيها كل الأقليات و كل الطوائف لكي تكون سوريا متنوعة تتعايش فيها كل المكونات إذ أن وحدتها تكمن في العيش المشترك بالتراضي و بعقد اجتماعي جديد لا يخضع للتقسيم. أختتم هذه الندوة السيد صلاح الدين الجورشي الذي أعتبر أن الخيار العسكري فشل في سوريا و أن عسكرة الثورة هو خطأ استراتيجي إلى جانب مساندته للدكتور عبد الله التركماني في الحل الذي يتعلق بسوريا فيما يخص الدولة اللامركزية. مشاهدة الندوة  |