CSID Banner in Arabic 1

 

   

تقرير حول محاضرة الأستاذ خوان كول

 

"إيران و الربيع العربي"

 

   

نظّم مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية, يوم الثلاثاء 8 ماي 2012, محاضرة بعنوان إيران و الربيع العربي قدّم خلالها الأستاذ خوان كول, أستاذ تاريخ بجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة, مداخلة تتطرق في مستهلّها إلى مختلف الفرص التي أتاحتها أحداث ما يسمّى بالربيع العربي للدولة الإيرانية, و التحديات الجديدة التي تواجهها نتيجة هذه الأحداث.  

 

الفرص و التحديّات:

 

أوضح الأستاذ خوان كول أنه كما كان للأحداث التي شهدها العالم العربي آثار إيحابية على إيران, كان لها أثر سلبي كذلك. فمن بين الفرص التي أتيحت لها هي إمكانية, أو بالفعل بدأ, تحسّن علاقتها مع مصر بحكم أن الخلافات التي شهدتها العلاقة بين البلدين كانت خلافات أنظمة لا شعوب. و أشار في هذا الصدد إلى النيّة المصرية في فتح سفارة لها بطهران و إقامة طيران مصر رحلات منتظمة إلى العاصمة الإيرانية. كما اعتبر الأستاذ أن هذا مؤشر عن ضعف الهيمنة الأمريكية على مصر ما بعد الثورة و تراجع شعبية نموذج القومية العربية العلماني. و ذكر أيضا أن التدخل السعودي لقمع المحتجين في البحرين أدى إلى توطيد العلاقات بين الحكومة العراقية و نظيرتها في طهران, و أن صعود مختلف الأحزاب الإسلامية إلى سدّة الحكم في المنطقة جعل إيران أقل عزلة. ختم الأستاذ هذا الباب بالتنويه إلى أن إنشغال "إسرائيل" بما يحدث في الدول التي تحيط بها مباشرة خفف من حدة الضغط على إيران.

 

أما في سياق حديثه عن التحديات الجديدة التي تواجهها الجمهورية الإسلامية, أكّد الأستاذ خوان كول أن إستفحال الإنقسامات الطائفية إثر الإحتجاجات في البحرين و ردّة فعل النظام العلوي في سوريا انعكسا سلبا على شعبية إيران و حليفها حزب اللّه في الشارع العربي. كما أدّى تدخل حلف الناتو في ليبيا إلى سد الطريق أمام إيران لإستمالت النظام الليبي الجديد إلى معسكر الممانعة و المقاومة. و بخصوص الشأن الداخلي الإيراني, نوّه الأستاذ إلى إمكانية أن تعطي التطورات التي تشهدها المنطقة نفسا جديدا لحركة الإحتجاج الخضراء بقيادة موسوي و كروبي.

 

 

 

تباين المواقف الإيرانية إزّاء مختلف الثورات العربية:

 

حين تناوله للمواقف الرسمية الإيرانية من الثورات العربية, عبر الأستاذ خوان كول عن تبنّي إيران لسياسة الكيل بمكيالين. ففي حين ساندت هذه الأخيرة إحتجاجات تونس و مصر و اليمن و البحرين و ليبيا (قبل تدخل حلف الناتو الذي عارضته إيران بشدّة), تغيّر موقفها تماما تجاه الثوّار السوريين ضدّ نظام حكم حليفها في المنطقة. فعلى حد تعبير الأستاذ, فقدت إيران جزءا مهما من شرعيتها لأنّها بعدما كانت تندد بالنفاق الغربي اتجاه أحداث البحرين وجدت نفسها في نفس الموقف إزاء الوضع السوري, مما جعلها في مأزق حقيقي و جعلها تغير موقفها قليلا فيما بعد و أضطرّ محمود أحمدي نجاد إلى المطالبة بإجراء إصلاحات في سوريا و التأكيد على عدم جدوى أيّ حل عسكري للأزمة.

 

و في خاتمة مداخلته, إعتبر الأستاذ خوان كول أن التحالفات الأمريكية في المنطقة ما زالت قائمة, فتونس و ليبيا حلفاء لها كما هو الحال بالنسبة لمصر بدرجة أقل نوعا ما. و في ردّه على سؤال أحد الحضور بخصوص مدى صحة تصريحات آية اللّه علي خامنئي التي أعرب فيها عن إستمرار الثورة الإسلامية عبر هذه الثورات و أنها لنتيجة للصحوة الإسلامية التي تشهدها المنطقة, أكّد الأستاذ أنه لا يشاطر هذه القراءة للأوضاع و أن من بين أولائك الذين شاركوا في هذه الإحتجاجات ليبيراليون و يساريون و وطنيّون علمانيّون إلى جانب الإسلاميين, و حسبه أنّه من الممكن أن تحصل هذه الصحوة كنتيجة لإتساع هامش الحرية الذي أفرزته هذه الثورات.

من إعداد إبراهيم روابح