بيان من شبكة الديمقراطيين في العالم العربي حول الأحداث في سورية شهدت سورية خلال الأيام الماضية تحركات شعبية سلمية هي الأولى من نوعها منذ عدّة عقود، للمطالبة بإجراء إصلاحات في بلد يعيش تحت قانون الطوارئ منذ عام 1963، وهي أطول فترة طوارئ يعيش تحتها أي بلد في التاريخ السياسي المعاصر.
وقد تعرّض المحتجون السلميّون إلى إطلاق النار المتعمّد، من قبل قناصة وجنود ورجال أمن، الأمر الذي أدّى إلى مقتل ما يزيد عن مائة وخمسين شخصاً على الأقل، كما جُرح واعتُقل المئات، بينهم عددٌ كبير من الأطفال. إنّ شبكة الديمقراطيين في العالم العربي، إذ تُدين بشدّة قتل المدنيين، وإذ تُعلن تأييدها الكامل لمطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، ولحركته المشروعة للمطالبة برفع قانون الطوارئ ورفع القبضة الأمنية عن البلاد، فإنها تؤكّد على ما يلي: إن استخدام القوة من قبل الحكومة السورية أسلوب مرفوض وسياسة خاطئة لن تزيد السوريين إلا إصرارا على التمسك بحقوقهم ومواصلة نضالاتهم السلمية، كما أن استخدام القوة المفرطة من قبل أجهزة الأمن من شأنها أن تفاقم من حجم انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد المتعطش للحرية منذ عشرات السنين على الحكومة السورية أن تبادر إلى اتخاذ إصلاحات فورية وجذرية، وأن تتجنب تكرار أسلوب التسويف الذي لجأت إليه أنظمة عربية أخرى والذي لم يجدها شيئا. إن أي تأخير في تغيير السياسات والإسراع في الاستجابة لمطالب الشعب لن تكون له إلاّ عواقب وخيمة. إن الحلول التي يمكن أن تُقدّم من الحكومة السورية يجب أن تشمل الإلغاء الفوري لقانون الطوارئ، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين، والكشف عن مصير الآلاف من المفقودين، من السوريين والعرب، والحل السريع لمشكلة مئات الآلاف من المهجرين القسريين لأسباب سياسية، وتعديل الدستور بما يضمن الحق في التعبير والتعدد والتمثيلية السياسية.. إن من حق الشعب السوري، كما هو حق لكل الشعوب الأخرى، أن يمارس حريته في انتخاب ممثليه ورئيسه، وأن هذا الحق لم يعد الآن، أكثر من أي وقت مضى، قابلاً للتأجيل أو التعويم، فالديمقراطية حزمة واحدة لا تقبل التأجيل أو التقسيط. شبكة الديمقراطيين في العالم العربي - 27/3/2011 -----------------------------------------------------------------------------------------
نداء الدار البيضاء
من أجل الديمقراطيّة و حقوق الإنسان
نرجو منكم إرسال هذه الدعوة و النداء إلى أكبر عدد ممكن من النشطاء و المفكّرين و السياسييّن العرب الذين تعرفونهم وطلب إضافة إسمهم و توقيعهم على هذا النداء في أقرب وقت ممكن.
للتوقيع، إضغط هنا
مع خالص الشكر و المودّة و التقدير لما تقومون به من جهد لبناء مستقبل أفضل لشعوبنا و أمّتنا
و السلام رضوان المصمودي
2,380 Signatures
نداء الدار البيضاء
من أجل الديمقراطيّة و حقوق الإنسان
نحن الموقعين على هذا النداء من سياسيين ومثقفين ونشطاء بالمجتمع المدني، إيمانا منا بأن إنجاز الديمقراطية وتجسيد حقوق الإنسان في العالم العربي يشكلان ضرورة قصوى، ويتطلبان انخراطا أوسع من مختلف المواطنين والقوى السياسية والاجتماعية، وانطلاقا من معاينة أن الوضع العربي الراهن يتصف بتراجع كبير في مسار الإصلاح السياسي، بعد أن برزت بعض المؤشرات الإيجابية المحدودة في مطلع الألفية الثالثة، وذلك بسبب عديد العوائق الذاتية والموضوعية ذات الطابع الهيكلي، قررنا التوجه نحو جميع الأطراف المعنية بقضية الديمقراطية من حكومات ومؤسسات وتنظيمات سياسية ونقابية وهيئات مدنية ووسائل إعلام، وذلك اعتقادا منا بأن تحقيق التغيير الفعلي والجاد مهمة جميع الأطراف.نؤكد بأنّ مواجهة مختلف العوائق التي لا تزال تحول دون تحقيق التداول السلمي على السلطة، تتطلب ما يلي : ـ أولا : الإسراع بالقيام بإصلاحات سياسية جادة وعميقة تعيد الاعتبار لدولة القانون والمؤسسات القائمة على الفصل بين السلطات، وتحقيق سيادة الشعب، واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة والفردية، وتجعل من صندوق الاقتراع الوسيلة الشرعية الوحيدة لتحقيق التداول السلمي على السلطة، وذلك بضمان شفافية الانتخابات، والتسليم بنتائجها. وتعزيز جهود المراقبة المستقلة وفق المعايير الدولية.ـ ثانيا : اعتبار استقلالية السلطة القضائية أولوية قصوى لمجمل مطالب قوى التغيير الديمقراطي، باعتبارها شرطا أساسيا لحماية الحريات وحقوق الإنسان، وضمان قيام دولة القانون والمؤسسات.ـ ثالثا : إطلاق سراح سجناء الرأي والسجناء السياسيين الذين يعدون بالآلاف بمختلف السجون العربية، ووضع حد للمحاكمات السياسية والتنكيل بالمعارضين، ووضع حد لظاهرتي الاختطاف والتعذيب.ـ رابعا : العمل على تمكين الأحزاب السياسية والنقابات من التنظم و حق ممارسة نشاطها بدون عوائق قانونية أو إدارية، واستعمال وسائل الإعلام كافة، والاستفادة من التمويل العمومي، والتوقف عن تدخل أجهزة الدولة في شؤون الأحزاب.ـ خامسا : إقرار حق منظمات المجتمع المدني في أداء دورها، باعتبارها قوة اقتراحية وتدافعية، بحرية وفعالية، واحترام استقلاليتها وخصوصيّاتها، وعدم التدخّل في شؤونها الداخلية، وتوفير الدعم المالي لها، والدخول معها في شراكة من أجل تحقيق التنمية البشرية المستدامة، وتمكين النساء والشباب من المشاركة الفعلية في عملية التنمية.ـ سادسا : إطلاق حرية التعبير، وتمكين وسائل الإعلام والصحافيين من الوصول إلى المعلومات ومصادر الخبر، واحترام استقلالية نقاباتهم، وتمكينهم من نشر المعلومات والآراء بعيدا عن أجواء الرقابة أو الضغوط الإدارية والقضائية ، وإلغاء عقوبة الحبس في التهم الموجهة للصحفيين.ـ سابعا : وضع آليات لضمان حياد أجهزة الدولة، وجعلها في خدمة المواطنين بعيدا عن مختلف أشكال الانحياز السياسي، والتدخّل في شؤون الأحزاب ومنظّمات المجتمع المدني.ـ ثامنا : تعبئة مختلف القوى والطاقات والجهود من أجل الالتزام بالحكامة والنزاهة ومحاربة الفساد باعتباره ظاهرة أخلاقية واجتماعية واقتصادية، خاصة وأنه قد تحول بمختلف الدول العربية من مجرد فساد إداري إلى منظومة لإدارة الفساد مما يقوض جهود التنمية ويستنزف الثروات الوطنية المادية والبشرية، ويهدد السلم الاجتماعي.ـ تاسعا : دعوة مؤسسات القطاع الخاص إلى الوعي بأهمية مساهمته في الدفع نحو الإصلاح السياسي ورفع سقف الحريات، نظرا للارتباط الشديد بين التنمية والديمقراطية، وضمان الشفافية والمنافسة الحرة والنزيهة. وأن يتحمل القطاع الخاص مسؤولياته الاجتماعية والمجتمعية لتحقيق العدالة الاجتماعية.ـ عاشرا : العمل على تحقيق المصالحات الوطنية من أجل تجنب المخاطر المهددة لوحدة الأوطان والمغذية للصراعات الطائفية والدينية والمذهبية والسياسية، والمهددة لاستقرار الدول والمجتمعات العربية.ـ إحدى عشر : مناشدة القوى الديمقراطية في العالم للضغط على حكوماتها من أجل الكف عن مساندة الأنظمة غير الديمقراطية في العالم العربي، وعدم اعتماد ازدواجية المعايير.ـ إثنا عشر : أخيرا التأكيد على ترابط الإصلاح السياسي بتجديد الفكر الديني، وهو ما يستوجب دعم الاجتهاد وتعميق ممارسته، وتوسيع نطاقه في ظل مناخ من الحرية الكاملة، وفي ظل أنظمة حكم ديمقراطية. كما نثمن الحوارات التي انطلقت منذ سنوات بين الإسلاميين والعلمانيين على أصعدة محلية وإقليمية، ونؤكد أهمية الاستمرار في هذا التوجه نظرا لصبغته الاستراتيجية، والعمل على تعميقه من أجل توفير الأرضية الصلبة لحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان من أي انتكاسة لأسباب سياسية وأيديولوجية
لجنة الصياغة:
صلاح الدين الجورشي، الرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان - تونس سعد الدين إبراهيم، مركز إبن خلدون للدراسات الديمقراطيّة - مصر هيثم منّاع، اللجنة العربيّة لحقوق الإنسان - سوريا رضوان المصمودي، مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة - تونس عماد الدين شاهين، شبكة الديمقراطيّين العرب - أستاذ جامعي - مصر بوجمعة غشير، شبكة الديمقراطيّين العرب - الجزائر للتوقيع، إضغط هنا للإطّلاع على النداء مع كلّ التوقيعات - مصنّفة حسب البلد، إضغط هنا https://www.csidonline.org/pdf/Casablanca_Appeal_with_Signatures_1_16_11.pdf
|