CSID Banner in Arabic 1
March 18, 2010 
CSID Bulletin - in Arabic
  نشريّة مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة
باللغة العربيّة

In This Issue
Democracy Watch - March 2010 issue
Why Are Islamists Succeeding in Turkey?
Under-age Marriages in Yemen
The Promise of Election Reforms in Egypt
Democracy in the Arab Culture
Dialogue between Islamists and Secularists
CSID Brochure
Join CSID Mailing List
CSID Websites:

 English

 Bulletin Archive



Languages:  To receive the CSID Bulletin in Arabic, in English, or both, please use the Update Profile/Email Address link at the bottom of this page.
للحصول على نشريّة المركز باللغة العربيّة أو الإنقليزيّة، إضغط على
Update Profile/Email Address
في أسفل الصفحة

Democracy Watch - March 2010
المرصد الديمقراطي

نشرة دورية يصدرها مركز دراسة الإسلام والديمقراطية - السنة الخامسة، العدد الأوّل ،  مارس 2010
____________________
في هذا العدد:

-   كلمة العدد: القضاء في العالم العربي-  صراع من  أجل الإستقلاليّة
-   القضاء التونسي:  دعوات الإصلاح وغياب الإرادة السياسيّة
-   القضاء المصري.. نزعات إستقلال لا تتوقّف
-   القضاء الموريتاني: إرث ثقيل و سعي إلى الإصلاح حثيث
-   في السودان:  القضاء يتوحّل في دارفور
-   إستقلال القضاء السوري في الميزان
-   القضاء الفلسطيني: صلاحيات منقوصة في ظلّ سيطرة السلطة التنفيذيّة
-   المغرب: إصلاح القضاء بين الإنتقال الديمقراطي والتنمية الشموليّة


القضاء في العالم العربي-
  صراع من  أجل الإستقلاليّة


في كلمة العدد، يتحدث صلاح الدين الجورشي عن القضاء في العالم العربي : صراع من أجل الاستقلالية، ويتساءل ما الذي يحدث، عندما يكون القضاء في أي بلد غير مستقل؟. وهو سؤال من بين الأسئلة الأساسية التي تفرض نفسها في كل مسعى نحو بناء نظام ديمقراطي حقيقي. فالديمقراطية ليست فقط انتخابات وصحافة تنتقد وأحزاب تتنافس. إنها أكثر من ذلك بكثير. إنها أيضا فرصة لتحقيق العدل بين الناس. وهل يمكن أن يتحقق العدل إذا كان القضاة غير قادرين على تحكيم ضمائرهم، وغير متمتعين باستقلالية قرارهم.
ويضيف أن القضاء المستقل مناف بالضرورة للإستبداد،. ولهذا السبب، كانت علاقة الحكام بالسلطة القضائية تتسم دائما بالشك، ومحاولات الاحتواء، والعمل على إضعافها من خلال إلغاء مقومات استقلالها الفعلي.
ويختم بالإشارة إلى أن هذا العدد من المرصد الديمقراطي، يتضمن وقفة مع تقارير أنجزت عن سبع بلدان عربية، تلخص العلاقة بين السلطتين التنفيذية والقضائية، ويجمع بينها الاشتراك في الصعوبات الهيكلية والتشريعية التي لا تزال تحد من استقلال القضاة العرب


قراءة العدد بالكامل                           
قراءة الأعداد السابقة

 تركيا.. لماذا ينجح الإسلاميون هناك؟


بقلم عمرو حمزاوي
كاتب مصري


Amr Hamzawi photoأعزائى القراء، أريد أن أبتعد بكم اليوم عن الشأن الداخلى المصرى ومشهد الحراك السياسى الراهن الذى توافقنا جميعا على أهميته، وأعرض عليكم بعض الملاحظات حول حكومة حزب العدالة والتنمية فى تركيا التى زرتها منذ أيام للمشاركة فى ورشة عمل كان موضوعها تحديات التحول الديمقراطى فى الشرق الأوسط.
فى الواقع إن أول ما يلفت النظر فى خبرة حزب العدالة والتنمية الإسلامى هو نجاحاته المتتالية فى إدارة الشأن الداخلى والخارجى.

نجحت حكومة الحزب فى تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة تراوحت بين 7 و10 بالمائة خلال الأعوام القليلة الماضية، وفرضت سياسيا لحظة استقرار ممتدة داخل مؤسسات الدولة تستند إلى الآليات والإجراءات الديمقراطية على الرغم من عمق التحديات التى واجهها العدالة والتنمية من علمانيى الدولة التركية، وأخطرها المحاولة الانقلابية من جانب بعض القيادات العسكرية التى كشف عنها مؤخرا.

كذلك تطور الدور الإقليمى لتركيا، وبالرغم من التوترات المتصاعدة فى الشرق الأوسط منذ غزو العراق 2003، ليتجاوز مجرد الاستمرار فى التحالف الإستراتيجى مع الولايات المتحدة وأوروبا وينفتح باقتدار على علاقات تعاون وصداقة شاملة لا تفرق بين حلفاء وأعداء الغرب وتوظف أدوات الدبلوماسية التركية لإدارة جهود الوساطة والتفاوض إنْ بين سورية وإسرائيل أو بين السلطة والفصائل الفلسطينية أو بين إيران والغرب. فما هى عوامل إجادة إسلاميى العدالة والتنمية فى ظل ظروف داخلية وإقليمية صعبة، وكيف تسنى لهم النجاح فى حين يخفق نظراؤهم من أحزاب وحركات إسلامية عربية إخفاقا ذريعا؟

كيف تمكن العدالة والتنمية ببرامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالخروج بتركيا من الأزمات الخانقة التى تعرضت لها طوال الثمانينيات والتسعينيات، وما هو سر تميزه فى إدارة الشأن الإقليمى والخارجى؟

***
أحسب أننا هنا أمام ثلاثة عوامل رئيسية تستحق أن نقف أمام مضامينها ودلالاتها.

يتمثل العامل الأول فى سماح المنظومة السياسية التركية للقوى الإسلامية بالمشاركة بصورة مستمرة ومستقرة فى تدبير الشأن العام خلال العقود الماضية وباستثناء لحظات انقطاع قصيرة نسبيا ارتبطت بتدخلات سافرة من جانب المؤسسة العسكرية فى الحياة السياسية.

أما العامل الثانى، وهو فى الحالة التركية يتعلق بالطابع العلمانى للدولة ودور المؤسسة العسكرية كضمانة نهائية لاستمراره، فيأخذنا إلى إيجابية الدمج التدرجى للحركات الإسلامية فى السياسة فى سياق من القيود الدستورية والقانونية والحركية المفروضة عليها بهدف دفعها نحو الالتزام بقواعد اللعبة وحثها على تعميق مساحات المرونة فى الخطاب والممارسة ومن ثم تحويلها من قوى رافضة للمنظومة السياسية إلى قابلة لها وفاعلة من خلالها، إن كمعارضات شرعية أو كأطراف حاكمة.

ثالثا، تدلل خبرة العدالة والتنمية على صيرورة تطور ونضج ذاتى للحركات الإسلامية يدفعها لاستبدال اهتمامها المفرط بالقضايا الأيديولوجية بتركيز على صناعة السياسات العامة وتطبيقها بكفاءة عندما تتجاوز مشاركتها فى السياسة حدود التمثيل فى السلطة التشريعية نحو تحمل مسئولية الحكم والإدارة على المستوى الوطنى أو المحلى.

لم يتوقع أكثر المتفائلين لدى تشكيل العدالة والتنمية لحكومته الأولى فى 2002 النجاحات المبهرة التى حققها الحزب داخليا وخارجيا خلال السنوات الماضية. ولم يثق سوى القليل من المراقبين، وعلى الرغم من السجل الإيجابى لأردوغان ورفاقه فى إدارة شئون العديد من البلديات، فى قدرتهم على تجاوز خبرة التسعينيات الفاشلة لحكومة نجم الدين أربكان الذى خبا نجمه وتقلص لوجود حزبى هامشى يرفع يافطة حزب السعادة.
***
اليوم يتميز حزب العدالة والتنمية بهوية بينية واضحة تجمع على صعيدى الخطاب الجماهيرى والممارسة السياسية بين احترام علمانية الدولة التركية والتزام الليبرالية الاقتصادية وديناميات السوق الحرة من جهة، وبين رؤى اجتماعية وثقافية وأخلاقية محافظة تعود بالأساس إلى مرجعية الحزب الإسلامية من جهة أخرى.

هنا مكن تعدد طبقات هوية العدالة والتنمية، على نقيض أحزاب إسلامية أخرى فى تركيا وعلى خلاف مجمل حالات الأحزاب والحركات الإسلامية العربية، من المشاركة فى الحياة العامة ببرجماتية وتحمل مسئولية تدبير الشأن العام، بداية على المستوى المحلى (البلديات) ثم على المستوى الوطنى من خلال تشكيل الحكومة منذ عام 2002.

نعم لحزب العدالة والتنمية التركى مرجعية إسلامية، إلا أنها ليست مرجعية نهائية شمولية تسمو على كل ما عداها وتهمشه. لا يرفع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورفاقه شعارات من شاكلة «الإسلام هو الحل»، يؤكد باستمرار على أن الرؤى المستندة إلى الموروث الدينى وقيمه الأساسية لا تقدم سوى بعض الإجابات على بعض تحديات المجتمع والسياسة المعاصرة.

الأهم من ذلك هو أن نجاح العدالة والتنمية لا يقتصر على تدبير الشأن العام فقط، بل يتخطاه لصياغة نموذج للفعل الحركى الإسلامى منفتح على الحضارة الإنسانية ومتواصل مع الآخر (غير الإسلامى، العلمانى، الغربى) ومؤطر فى سياق هوية مدنية جلية تنطلق من احترام قيم المواطنة دون مساومة ولا تقبل الخلط بين السياسة بكونها ممارسة سلمية والفعل العنفى بغض النظر عن الخطابات التبريرية التى قد تصاحب مثل هذا الفعل.

هى إذا الديمقراطية كقيم وممارسات التى تشكل المرجعية النهائية للإسلاميين الأتراك وتجعل من دورهم السياسى بمثابة ضمانة كبرى لاستمرارها وليس تهديدا بالانقلاب عليها، بل والانتصار لها حين يتآمر عليها آخرون.

هل لدينا فى المجتمعات العربية حالات مشابهة أو على الأقل إرهاصات أولية لها؟ الإجابة بإيجاز هى لا

المصدر: "الشروق" (يومية - القاهرة) بتاريخ 8 مارس 2010

 فيما لا يزال الجدل محتدماً في مجلس النواب اليمني
كبار علماء الأمة الإسلامية يفتون بمنع تزويج الصغيرات

وجميع الدول العربية والإسلامية تقنن لتحديد سن الزواج


أشاد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بقانون تحديد سن الزواج ووصفه بأنه حيوي وضروري ومهم للمجتمع ، ويرى فضيلته أن سن 16 عاما هي الأنسب لزواج الفتاة و18 عاما أنسب لزواج الفتى ، وكان الشيخ العلامة عبد المحسن العبيكان مستشار الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية قد أكد أن هناك خلطا عند الحديث عن الحلال والحرام وعند درء المفاسد ، وأن قضية زواج القاصرات هناك مصلحة عامة يجب أن تراعى ، لافتا إلى أن بعض أولياء الأمور يلجؤون لتزويج فتياتهم من كبار السن لتحقيق مصلحة شخصية لهم دون مراعاة لمصلحة البنت ، وفيما يتعلق باستشهاد البعض بأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من عائشة وهي قاصر، فقد أكد الشيخ العبيكان أن هذه المسألة لا يقاس عليها ، خاصة إذا عرفنا أن وليها كان أبا بكر، وزوجها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي أن المفسدة هنا كانت مستبعدة تماما ، بعكس العصر الراهن المليء بالمفاسد ، لدرجة أننا نرى أن الوالد مدمن المخدرات يزوج ابنته من أجل المال ومن أجل مصلحته الشخصية على حساب ابنته. وهو ما ذهب إليه علامة الحجاز الشيخ العلامة بن عثيمين رحمه الله عندما استحسن منع الآباء من تزويج بناتهم الصغيرات حتى يبلغن ويُستأذنَّ فقال :( المسألة عندي ـ أي تزويج الصغيرة ـ أن منعها أحسن ، ومن الناحية الانضباطية في الوقت الحاضر ، أن يُمنع الأبُ من تزويج ابنته مطلقا حتى تبلغ وتُستأذن ، ولا مانع من أن نمنع الناس من تزويج النساء اللاتي دون البلوغ مطلقا ).

وفي إجابته عن حجج الممانعين من تحديد السن أفاد الداعية الإسلامي شوقي القاضي عضو مجلس النواب عن التجمع اليمني للإصلاح بأن الممانعين من تحديد السن يفتقرون إلى الدليل الصريح الصحيح وكل ما لديهم هو مجرد أدلة ظنية لا تصلح أن يستدل بها على منع صدور قانون يحدد سناً آمناً للزواج ، وتأسف الداعية الإصلاحي شوقي القاضي على أن المخالفين لم يلتزموا القيم الشرعية في المحاججة والبراهين والتبين وإنما لجؤوا إلى كيل التهم لمخالفيهم والافتراء عليهم وممارسة الإرهاب الفكري والديني من على منابرهم والتلبيس على طلابهم والعوام من الناس متهربين من النقاش العلمي الموضوعي.

وعن رأي الفقهاء الأولين بتزويج الصغيرة أفاد الداعية الإصلاحي شوقي القاضي بأنه لا يوجد عالم في الدنيا قديماً أو حديثاً أوجب تزويج الصغيرة أو استحسنه ، وإنما كل ما في الأمر هو أن بعض العلماء أفتى بجواز تزويج الصغيرة من باب الإباحة للضرورة والمصلحة المعتبرة ، بدليل أنهم أجمعوا على أنه لا تزوج الصغيرة إلا بشروط مشددة منها على سبيل المثال ( المصلحة المعتبرة ) حتى أن الإمام الشوكاني رحمة الله عليه في كتابه وبل الغمام ص208 من المجلد الثاني يرى أن ( زواج الصغيرة لغير المصلحة غير منعقد من الأصل فيجوز للحاكم بل يجب عليه التفرقة بين الصغيرة ومن تزوجها ) ، وأضاف أن للحاكم تقييد المباحات عند اشتهار الضرر ، وقد أجمع علماء الطب والاجتماع والنفس بأضرار تزويج الصغيرة على نفسيتها وحملها ووضعها وتعليمها. وأضاف أنه وفي حالة الضرورة والمصلحة لا نمانع من استثناء ذلك بنظر القضاء.

وعن واقع تزويج الصغيرات في المجتمع أفاد عضو مجلس النواب بأنه وفي ظل الفقر والتفكك الأسري وضعف الوازع الديني لدى البعض أصبح تزويج الصغيرات ظاهرة ينبغي الحد منها حيث تشير دراسة أعدها مركز دراسات المرأة والتنمية بجامعة صنعاء ( إن ظاهرة زواج الفتيات القاصرات في اليمن منتشرة أكثر من زواج الذكور، إذ تبلغ نسبة الإناث اللواتي تزوجن قبل سن الخامسة عشرة إلى 52 % ، وتبلغ نسبة زواج الأطفال 65 % من إجمالي حالات الزواج أغلبها في المناطق الريفية ، حيث يتم تزويج البنات قبل سن العاشرة إما بسبب العادات والتقاليد ، أو بسبب الوضع المادي المتردي للأسر الفقيرة التي ترغب بالتخلص من أحد أفرادها بطريقة شرعية ، علاوة على الرغبة في الاستفادة من المبالغ المالية التي يحصل عليها الأب مقابل تزويج ابنته ).
الجدير ذكره أن جميع الدول العربية والإسلامية قد أصدرت قوانين تمنع من تزويج الصغيرات وتحدد سناً آمناً للزواج بمباركة من أغلب فقهاء الشريعة الإسلامية في تلك الدول وأطبائها وعلمائها .
--
المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع
NODS YEMEN
ــــــــــــــــــــــــــــــ

   ثمار واعدة لحملة المليون مُراقب: أطباء ومُحامون

د. سعد الدين إبراهيم
 semibrahim@gmail.com


    Saadeddine Ibrahim at CSID Conferenceحينما أطلقت الدعوة لحملة مليون مُراقب، لم يكن ذلك من قبيل التمنيات أو الفرقعات الإعلامية. لقد كان أساسها أن مصر بها أكثر من ثمانين مليون إنسان، منهم أربعين في المائة على الأقل فوق سن الثامنة عشرة، من حقهم القيد في جداول الناخبين، ومُمارسة حقوقهم وواجباتهم الانتخابية. أي أننا نتحدث عن حوالي 32 مليون ناخب لعام 2010، بزيادة أربعة ملايين عمن كان لهم هذا الحق عام 2005.

ولكن لكي يُمارس هذا العدد الكبير من المواطنين حقهم وواجبهم، فلا بد من توعيتهم سياسياً وتحفيزهم نفسياً، وتعبئتهم اجتماعياً. ومن دواعي حدوث ذلك هو إحساس المواطن أن صوته له قيمة، وأن هذا الصوت لن يتم تزويره أو اغتصابه، ومن هنا أهمية الرقابة المحلية والدولية. ولأن هذه الأخيرة غير مضمونة، حيث عادة ما تستميت الحكومة المصرية في رفضها، فلا يبقى أمامنا إلا الرقابة المحلية، وهو ما تم تجربته ومُمارسته بواسطة مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية منذ انتخابات 1995 و2000، ثم دخول مراكز وجماعات أخرى إلى الساحة إلى جانب المركز الرائد، مع انتخابات 2005 واستفتاءات 2007.

ومع عام 2010 تضاعف عدد من يقومون بالتدريب على مُراقبة الانتخابات. ومن أهمها هذا العام مركز "عرب بلا حدود" الذي أسّسه الناشط سامي دياب. وسرعان ما انضم إليه شبكة كثيفة من الجمعيات والنشطاء في مُحافظات كفر الشيخ، ومنسقها المهندس إسماعيل خيري، ومعه عشرة مُساعدين في مراكز فوه، ومطوبس، وبيلا، ودسوق، وبلطيم والحامول، وسيدي سالم. وقد وصل عدد المتطوعين في المحافظة للمراقبة، حتى تاريخه (22/2/2010) أكثر من 2000 مُراقب. وفي مُحافظة البحيرة، يقود الحملة الأستاذ/ شعبان محمد إبراهيم، وهو من المُخضرمين في العمل العام، ويُعاونه عشرون مُنسقاً في خمسة مراكز هي دمنهور، وإيتاي البارود، وحوش عيسى، وكفر الدوار، وأبو حُمص، وانضم إليهم إلى تاريخه 3100 مُراقب. وفي دمياط، يقود الحملة الأستاذ علي أنس المُحامي، من قدامى أعضاء حركة "كفاية"، و"حملة مركز ابن خلدون للتوعية الجذرية". وقد انضم إليه إلى الآن ألف وثلاثمائة (1300) مُتطوع.

أما مُحافظة الإسكندرية، فيقوم بالتنسيق فيها الأستاذ/ منصور إسماعيل المُحامي، الذي يحرص على التواصل معي هاتفياً، عبر المُحيطات، ويُعاونه الناشط العُمالي أحمد جابر، صاحب الخبرة النقابية العريقة، ومعهما نشطاء من عرب بلا حدود في مقدمتهم شيماء فاروق، وشريف كامل، ومدحت فياض، وثلاثة ألاف (3000) متطوع إلى تاريخه. وفي محافظة الدقهلية، يقوم بالتنسيق وتدريب المُراقبين، رجل الأعمال حسن بدراوي، وإكرام الإيراني، ومحمد عواد، وأحمد أبو ستيت، وهم جميعاً من مُخضرمي حركة كفاية، وحركة مُناصرة القضاة، ومن الذين تم اعتقالهم وحبسهم لفترات تتراوح بين عدة أسابيع وعدة شهور، خلال عامي 2005 و2006.

وقد وصل إجمالي عدد المُراقبين الذين تم تسجيل أسمائهم بالفعل، إحدى عشر ألفاً (11.000)، وذلك خلال الشهر الأول للحملة. هذا فضلاً عن حوالي مائة ألف سجّلوا على الفيس بوك. وبهذا المُعدل، فإننا على يقين أننا سنكسر حاجز المائة ألف قبيل الانتخابات البرلمانية (أكتوبر 2010)، ثم سيتزايدون عشرة أمثال، أي إلى أن يصل أو يتجاوز المليون، خلال العام الذي يليه. وماذا إذا لم يصل العدد إلى المليون، وهي النتيجة التي تُُقامر عليها الأجهزة الأمنية، وتهدد من أعلنوا انضمامهم إلى الحملة، حتى تقنع من يُعطيها الأوامر والتعليمات أنها انتصرت على "الأعداء" ـ أي على دُعاة الديمقراطية؟

وسنقول لهذه الأجهزة، مبروك. ولكننا سنراقب بمن يتطوعون ويتدربون، حتى لو كانوا ألفاً، أو مائة، أو عشرة. وهذا ما كنا قد فعلناه في انتخابات 1995، و2000

ولكن الأهم حول تداعيات الحراك السياسي الذي أحدثه نزول البرادعي إلى الساحة، هو أن مصريين كثيرون في الداخل والخارج، قد عادوا للاهتمام بالسياسة، بعد أن كانوا قد انصرفوا عنها من كبار ومتوسطي الأعمار، أو بدأوا الانخراط فيها إن كانوا من الشباب، الذين لم يكونوا يكترثون بالعمل العام.

كذلك وجدت أن المصريين في الخارج، بمن فيهم من اكتسبوا جنسيات أجنبية، عادوا للاهتمام بما يحدث على الساحة المصرية. من ذلكم مصريون من رجال الأعمال في الخليج. وأخص بالذكر هنا منهم المهندس سامي قاسم، والمهندس حسام رضوان، والمهندس عادل مصطفى، والكاتب الصحفي توماس جورجيسيان. بل وتطوعوا للتبرّع لحملة المليون مُراقب. من ذلك أن كلا منهم سيتكفل بتكاليف تدريب المُراقبين في المحافظة أو المدينة التي كانت مسقط رأسه. وهذا معناه إلى تاريخ كتابة هذا المقال أن هناك تمويلاً مصرياً خالصاً لمُراقبة الانتخابات في الإسكندرية، وكفر الشيخ، والبحيرة، ودمياط، والدقهلية.

وحينما أعلنت ذلك، مؤخراً (26/2/2010)، في حديث عابر في حفل عشاء بمنزل الطبيب المصري ـ الأمريكي د. مصطفى الخشاب، في أحد ضواحي نيويورك، أعلن عدد من الأطباء الحاضرين استعدادهم لعمل نفس الشيء. بل وسارع من كان يحمل دفتر شيكات في حينه، بتحرير شيك بقيمة تبرعه لحملة المليون مُراقب. وأخص بالذكر هنا د. نايل الشافعي، ود. مدحت رؤوف، ود. منى شعران، ود. مها رؤوف. وكان من ضيوف العشاء الذين وعدوا بالتبرع كل من د. منى طنطاوي، ود. محمد علاء الرافعي، ود. طارق سعداوي، ود. عصام أحمد، ود. السعيد بلبول.

وكان بعض هؤلاء قد ترك مصر منذ نصف قرن، ونساها أو تناساها. ولكنهم في الشهور الأخيرة، عادوا لمتابعة أخبارها، بل وأحضر بعضهم أبنائه وأحفاده معه إلى حفل العشاء، لمُقابلتي والحديث عن مصر، وماذا يستطيع هؤلاء الشباب أن يُقدموا إلى مصر عموماً، وإلى حملة المليون مُراقب خصوصاً. هذا علماً بأن كل الأبناء والأحفاد الذين جاءوا إلى ذلك العشاء، ولدوا في الولايات المتحدة... ولكنهم قرأوا عن الوطن الأصلي للآباء والأجداد. كما أنهم درسوا في مناهج التاريخ والحضارة قسطاً عن مصر والمصريين في كل العصور.

وقال لي أحد الآباء، أنه لم يكن يُشجع أبنائه على الاهتمام بمصر، حيث أن ذكرياته وأسباب هجرته منها كانت أليمة قبل ثلاثين عاماً. وفي زيارة لها منذ خمس سنوات، وجد أن كل شيء فيها قد أصبح أكثر سوءاً وفساداً، عما كانت عليه منذ ثلاثين عاماً. لذلك لم يُشجع أبنائه على زيارتها حتى لا يُصدمون في وطن أبيهم. ولكن الآن، وبعد إعلان د. البرادعي عن نيته خوض الانتخابات، ومن متابعته لما يحدث الآن على الساحة المصرية، تجدّد أمله في أن تعود مصر رائدة وقائدة في المنطقة.

وهذه ظاهرة توقف عند مثلها علماء النفس الاجتماعي طويلاً، قبل قرن من الزمان : ألا وهي كيف أن سيكولوجية المجتمعات يمكن أن تتغير بهذه السرعة لدى وقوع حدث مفصلي، أو ظهور شخصية كاريزمية مُلهمة... وكأن الجماهير كانت تنتظرها بشوق، ولا تكاد تصدق أنها ستظهر خلال حياتهم... وهي ظاهرة لخّصتها الأديان والأساطير بظاهرة "المهدي المنتظر". ومن ذلك أن أساطيرنا الإسلامية والمسيحية على السواء، تذهب إلى أن مُصلحاً كبيراً يأتي لهذه الأمة كل مائة عام. وربما بسبب الشوق والأسطورة معاً، انتهزها بعض ضعاف النفوس، وادعوا أنهم هذا المُصلح الكبير "المنتظر".

ورغم أن د. البرادعي فيما سمعنا له من تصريحات ومُقابلات تليفزيونية، لم يدع ِ أنه مهدياً منتظراً، ولا أنه شخص خارق للعادة، إلا أن اشتياق الناس "للخلاص" مما هم فيه من ضجر أو مَلَل، أو مما هم فيه من بؤس وتعاسة، فهم يُضفون عليه "صفات"، هم يتمنون أو يحلمون أن تكون فيه، بصرف النظر عن وجودها فيه من عدمه.

والشاهد أن د. البرادعي يُحاول أن ينزل بمُريديه إلى أرض الواقع، فهو دائم التأكيد على أن التغيير والإصلاح هما مسئولية جماعية، ينبغي أن يُشارك فيها كل من يرغبون الإصلاح أو يحلمون بالتغيير... أي أن لا ينتظروا مائدة تنزل عليهم من السماء. ومن هنا مُبادرته الحكيمة باقتراح "جمعية وطنية"، تناقش، وتقترح، وتقود الجماهير في المُطالبة بتغيير الدستور أولاً. فإزالة المواد المعيبة فيه (88،77،76) هي من "شروط الضرورة"، حتى لو لم تكن من "شروط الكفاية". فهذه الأخيرة تتحقق في ظل انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة. فمن بين من يختارهم الشعب بإرادته الحُرة، لا بد أن تنبثق قيادات وكفاءات جديدة، تقوم بهذه المهام.

ولقد سمعنا بالفعل من بعض هذه القيادات الواعدة، ممن استقبلوا الرجل في المطار، أو التقوا به في منزله. ولكن هناك غيرهم بالعشرات إن لم يكن بالمئات، من أهل الجدارة والمهارة والأمانة. وربما هذا هو بالضبط ما يحدث عندما تظهر تلك "القيادة المنتظرة"، فهي تنّفُض التراب عن جواهر مكنونة، وعبقريات مكتومة. وربما هذا ما ينطوي عليه المثل الشعبي المأثور "أن مصر ولاّدة". فمن عُمر مكرم والطهطاوي وعُرابي ومصطفى كامل وأحمد لطفي السيد وطلعت حرب وسعد زغلول وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وتوفيق الحكيم إلى طه حسين ونجيب محفوظ وسلامة موسي ويوسف إدريس وأحمد زويل وعلاء الأسواني. وهكذا لن يعدم البرادعي أن يجد مستشارين ومُساعدين أكفاء.
وعلى الله قصد السبيل

في الديمقراطيات العربي


بحري العرفاوي
كاتب وشاعر تونسي
bahri.arfaoui@yahoo.fr

الديمقراطية كمفردة وكدلالة لم تنشأ في فضائنا العربي الإسلامي إنما وفدت ضمن مشهد حضاري شامل رافق حملة نابليون بونابرت على مصر (1798ـ1801 )، لم تكن تلك الحملة عسكرية فقط إنما كانت حضارية بالأساس حيث تنتصر ثقافة الغالبين عادة.

تلك الحملة مثلت صدمة للوعي العربي وأنتجت سؤالا مفصليا: لماذا تقدم الآخرون وتخلف العرب؟ وكانت الإجابات ثلاث: دعوة إلى التأسي بالسلف، دعوة إلى المواءمة بين مقومات الهوية ومنتجات العقل ثم دعوة إلى التحرر من التراث كله باعتباره عائقا أمام مشاريع التقدم.

نشأت حركات إصلاحية جادة تحاول تجديد الفكر العربي والمفاهيم الدينية كي تتسع لمنتجات العقل الغربي من معارف وتنظيمات ومبادئ من جنس الحرية والعدالة والمساواة. قيم تجد لها امتدادا في الإسلام وربما أمكن قياس الديمقراطية على الشورى في بعض الوجوه... مصلحون عديدون من مختلف الأقطار العربية متزامنون ومتتابعون على امتداد أكثر من قرن تكلموا في عوامل الإصلاح وأسباب التقدم تكلم الطهطاوي (1801ـ 1873) في ضرورة استفادة البلاد الإسلامية  من «الإفرنج» « في كسب ما لا تعرفه» كما تكلم خير الدين باشا التونسي (1810ـ 1890) في «إجراء تنظيمات سياسية تناسب التنظيمات التي نشاهدها عند غيرنا في التأسيس على دعامتي العدل والحرية الذين هما أصلان في شريعتنا» وتكلم أحمد بن أبي الضياف (1804 ـ 1874 ) في « السياسة الشرعية التي حقيقتها الفعل الذي يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه شرعٌ ولا نزل به وحي» وتكلم عبد الرحمان الكواكبي (1849ـ 1903).

في « طبائع الإستبداد « رابطا بين المعرفة والتحرر وبين الجهل والإستعباد. تكلم محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والطاهر الحداد وكثير ممن أفاقوا على وقع أحذية عسكر ترعبهم وتثير إعجابهم في آن فتكنولوجيا القتل بقدر ما تخيفنا بقدر ما تثير انتباهنا فتتوالد أسئلتنا عن سبب تخلفنا قبالة تقدم غيرنا .

لم يكن ثمة متسع من الوقت كي يُجيب المصلحون أولائك عن أسئلة التخلف والتقدم وكي يقتربوا من الشروط الحقيقية للإصلاح وأولها «الديمقراطية» حيث تتالت موجات الإستعمار على كل الدول العربية لتنشغل العقول عندها بسؤال المقاومة وأساليب تهريب السلاح!

هل كان ممكنا الإستماع إلى خطاب الديمقراطية وإلى فلسفة الأنوار مترجمة في فوهات المدافع والدبابات؟.

«الديمقراطية» بما هي ثقافة سلوكية وفلسفة في الحكم هل كان يمكن إشاعتها في طقس عاصف تدك فيه الماكينة الإستعمارية كل مقومات «الدولة» وتدفع باتجاه نشأة وقود «الثورة»؟... كانت الأوطان بأشد حاجة لذوي نزعة قتالية دفاعية ولم تكن معنية بخطاب «الديمقراطية».

حين نشأت «دولة الإستقلال» كان خطاب «التنمية» هو السائد وكانت الحاجة أيضا إلى تأكيد سلطة الدولة ... «الجماهير» كانت بصدد الإحتفال الدائم بالإستقلال ولم تكن منشغلة بمطلب الحرية ـ داخليا ـ أو ما يُصطلح عليه « ديمقراطية» في أبعادها الفكرية والسياسية ... بعض من شركاء حكومات الإستقلال أو من النخبة الناشئة لم يكونوا ليمثلوا إحراجا إذا ما عبروا عن اختلاف أو خيبات أمل. كان الناسُ بحاجة إلى من يدفع عنهم  أشباحا مما رأوا ـ أيام الإستعمارـ من جوع وبرد وحر وأوبئة وخوف... لم يكن هؤلاء ليسألوا عمن يحكم أو بما يحكم.

بعد أكثر من نصف قرن من استقلال جل الدول العربية مازالت بيئتها عاجزة عن استنبات « ديمقراطية»  حقيقية في اتجاهاتها الأفقية والعمودية تمتد من الأسرة إلى المؤسسة إلى الجمعيات والأحزاب إذ الديمقراطية ليست مجرد آلية انتخابية بقدر ما هي ثقافة سلوكية ونظامٌ اجتماعي بأبعاده السياسية والفكرية والإجتماعية. علينا أن نسأل بشجاعة ثقافية وبجرأة سياسية إن كانت «الشخصية» العربية قد تحررت من «عقدة الإستبداد» ؟ استبداد الفكرة واستبداد الشهوة واستبداد القرار واستبداد التدبير والتصريف واستبداد التفسير والتعريف؟.

 لا جدوى من «جبرية سياسية» لا تكف عن اتهام فاعلٍ خارجي ولا تجرؤ على الإشارة أحيانا إلى حيث تفترض الإشارة... يُفترض توجيه الأصابع إلى أنفسنا أحيانا لنسأل: إلى أي حدّ نحن مستعدون للقبول بشركاء المكان إذا ما اختلفوا معنا في فكرة أو عاطفة أو رجاء؟ إلى أي حدّ نحتمل خصومنا ونصطبر على من أساء إلينا ؟ إلى أي حد نحن مستعدون للإعتراف بخطإ تبين لنا عندنا وبصواب تبين لنا عند غيرنا؟.

 تحتاج الديمقراطية تواضعا للحقيقة والمصلحة لا فلسفة ودساتير فقط

الحوار بين العِـلمانيين والإسلاميين في العالم العربي يتقدم.. ولكن ببطء



صلاح الدين الجورشي - تونس


Slaheddine Jourchiقبل بضعة أسابيع، وتحديدا يوم 12 ديسمبر 2009، عَـقد مُـلتقى الحريات الفلسطيني مؤتمره "الأكاديمي" الثالث بمدينة رام الله تحت عنوان (العِـلمانية والنظام السياسي الفلسطيني). وقد عكست النقاشات، حسب ما ذكر أحد المشاركين، إقرارا بأن العِـلمانية الفلسطينية تمُـر بأزمة وجود

ومن مظاهر هذه الأزمة، التي دار نقاشٌ مُـستفيض حول أسبابِـها وتداعِـياتها "اتِّـساع نِـطاق الأسْـلمة داخِـل المجتمع الفلسطيني، حيثُ طغت مظاهِـر التدَيُّـن على كافّـة الأنشِـطة المجتمعية، الأهلية والرسمية، مقابِـل تراجُـع مظاهِـر العَـلمَـنة، حتى في المواقع التي كانت سابِـقاً حِـكراً على العِـلمانية وتعبيراتها المُـختلفة"، وهو ما جعل وزير العمل الفلسطيني أحـمد مجدلانـي "يتحـدّث (بمرارة) عن تهاوي قِـلاع العِـلمانية ووصول تأثير قِـيم الأسْـلمة، حتى داخل الحكومة الفلسطينية في رام الله

لكن في مقابل هذا الخوف من عودة اكتساح الدِّين للفضاء العام في المجتمعات العربية، اتّـجه علمانيون عَـرب آخرون نحْـو مُـراجعة مواقِـفهم من قضايا التُّـراث، ودخلوا في حِـوارات سياسية وفِـكرية مع إسلاميين، أدركوا بدَوْرهم أنّ مساهمَـتهم في تغيِـير مجتمعاتهم، لا يُـمكن أن تتِـم إلا من خلال المشاركة في إقامة أنظِـمة ديمقراطية بالمنطقة، ومن هنا، تكثّـفَـت تجارِب الحِـوار العلماني الإسلامي في المنطقة العربية على مدى العشرين سنة الماضية.

وقبل أربعة أعوام جاء في بيان تأسيسي صدر في العاصمة التونسية أن "هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، وهي تكرِّس وِحدة العمل حوْل الحدّ الأدنى من الحريات وتفتَـح حِـوارا حول مُـقتضيات الوِفاق الديمقراطي، تبقى مفتوحة على كافّـة القِـوى المعنِـية بمعركة الحريات والتغيير، وتؤكِّـد احترامها لاستقلالية كلّ الأطراف المُـتشاركة وقَـبولها للاختلاف، ولا تُـلزم هذه الأطراف إلا بالاتفاقات والمواثيق المشتركة".

فالأطراف العِـلمانية التَـزمت في النصّ الثالث بمواجهة "الإستِـبداد باسم الحدَاثة، الذي يعمَـل على إلغاء الدِّين من الحياة العامّـة بوسائل قهرية من داخل أجهزة الدولة وخارجها، ويدفع نحو التّـصادم بين الدولة والدِّين". وأكّـدت على أن "مِـن واجِـب الدولة الديمقراطية المنشُـودة، إيلاء الإسْـلام مَـنزِلة خاصّـة، باعتِـباره دِين غالبية الشعب".

والتَـزمت أيضا بأن الهُـوِيّـة مسألة حيَـوية وإستراتيجية، وهو ما يقتضي منها "تجذير الشعب التونسي في حضارته العربية الإسلامية، بكل ما فيها من رصيد إيجابي"، وبهذه التّـأكيدات، تكون هذه الأطراف العِـلمانية الموقِّـعة قد قطَـعت مع الراديكالية اللائيكية، التي سيْـطرت في مراحِـل سابقة على جزءٍ هامٍّ من النُّـخبة الحديثة في تونس، سواء داخل أوساط الفِـئات الحاكمة أو في صفوف جزءٍ حيويٍ من المُـعارضة اليسارية وغيرها.

أما بالنسبة للإسلاميين الذين وقّـعوا على هذه النُّـصوص، فيُـفترض أن يكونوا واعِـين تماما بأنهم قد قطعوا بذلك الحبْـل السرّي الذي كان يربِـطهم بمُـجمل الرُّؤى والمفاهِـيم التي لا تزال الحركات الإسلامية العربية تتمسّـك بها وتُـعيد إنتاجها، وإن بأشكالٍ مختلفة. بمعنى آخر، لم يعُـد الإسلام هو الحلّ، وإنما التّـسليم بأنّ الأخْـذ بعيْـن الاعتبار، الإسلام هو جزءٌ من الحلّ.

في سنة 2005، وبمبادرة من (مركز دراسة الإسلام والديمقراطية - مقره واشنطن)، تأسست في الدار البيضاء (شبكة الديمقراطيين في العالم العربي)، التي جمعت العشرات من الشخصيات ذات المُـيول الإسلامية والعِـلمانية، مثل د. صادق المهدي، زعيم حزب الأمة السوداني، ود. سعد الدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون وسعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية في المغرب ومصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري ومحسن مرزوق والسفير التونسي السابق أحمد ونيس. ومن أهم ما توصل إليه المؤسّـسون، هو صياغة ميثاق جامِـع لهم يستنِـد إلى "العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والتراث الإنساني، وما دعت إليه الأدْيان من قِـيم سامية، إلى جانِـب مبادِئ الإسلام وقيَـمِـه، وقِـيم التّـسامح والتّـعايش والعدالة في الثقافة العربية"، وهي صيغة توفيقية جمَـعت المؤسسين على أرضِـيَـة واحدة، رغم تبايُـن مرجعِـياتهم. كما أعلنوا عن تمسّـكهم "بقِـيَـم التعايُـش ورفض كل أشكال التّـمييز والإقصاء والإيمان بكرامة الإنسان وحُـرمته الجسدية والدفاع عن حقوقه الأساسية، كما وردت في المواثيق الدولية".

كما شددوا على تمسُّـكهم "بالتغيير الديمقراطي والتداول السِّـلمي على السلطة، في ظل احتِـرام السِّـيادة الوطنية وما تُـجسِّـده دولة القانون والمؤسّـسات من احترام لحقوق المواطنة. ومَـهما اختلفت توجّـهاتنا السياسية والفِـكرية، إسلاميين وعِـلمانيين، ليبراليين أو مُـعتدلين، زعماء سياسيين أو نشطاء المجتمع المدني، طلبة ومثقفين، فإننا جميعا رجالا ونساءً، شباباً وشيوخاً، نُـؤمن بالعمل الديمقراطي كحلّ، للمُـضي قُـدما بشعوبنا والخروج من دوّامة التخلّـف".

وبالرغم من حالة التعثّـر الذي تُـعاني منه هذه الشبكة، إلا أنها أبرَزت قُـدرة التياريْـن على إمكانية بناءِ وِفاق يسمَـح بالعمل المُـشترك.

هل يدُلّ هذا الكلام على أن الكثير من الإسلاميين والعِـلمانيين في العالم العربي قد تعلّـموا من دُروس الماضي؟

المصدر: موقع "سويس انفو" (سويسرا) بتاريخ 31 جانفي 2010


طالع كامل المقال

بطاقة عضويّة أو تبرّع

Please visit our websites in English, Arabic, and Persian.  Then, please SUPPORT our work either by renewing your membership (by credit card or by check), or by making a tax-deductible donation of $50, $100, $500 or whatever you can afford. (donate online or by check).


Center for the Study of Islam & Democracy
Membership/Donation Form - 2010

Name: __________________________________________________________

Institution:_______________________________________________________

Address: ________________________________________________________

City_________________________State___________Zip _________________

Tel.:____________________________________________________________

Fax.:____________________________________________________________

E-mail:__________________________________________________________


I would like to join CSID as:

  Student Member          $20       Newsletter Subscription    $20
  Institutional Member    $200       CSID 500 Club               $500
  Associate Member        $50       Founding Member            $1000
  Member                      $100      Lifetime Member             $2500
  National Advisory Board           $1,000    
  International Advisory Board    $5,000

I would like to make a tax-deductible donation for:   $__________

Please mail, along with payment, to:
CSID, 1625 Massachusetts Avenue, Suite 601, Washington, DC, 20036


CSID Brochure in Arabic
هذه المطويّة تعرّف بأهمّ آهداف و إنجازات المركز خلال العشر سنوات الماضية، و من بين أهداف المركز:
١. تقديم فهم أفضل للعلاقة بين الإسلام و الديمقراطيّة
٢. تحسين الصورة السائدة في المجتمع الأمريكي حول العرب و المسلمين
٣. دعم قيم الحرّية و الديمقراطيّة في العالم العربي و الإسلامي
٤. بناء شبكة عالميّة تربط بين المسلمين الملتزمين بالعمل من أجل الديمقراطيّة

Download Brochure