CSID Banner in Arabic 1
June 19, 2009 
CSID Bulletin - in Arabic
  نشريّة مركز دراسة الإسلام و الديمقراطيّة
باللغة العربيّة

In This Issue
Democracy Watch - June issue
Statement on Situation in Mauritania
Open Letter to President Obama
Conference in Bahrain
Arab Democracy & Arab Unity
CSID Brochure
NEW CSID WEBSITE - in Arabic
Join CSID Mailing List
CSID Websites:

 English

 Bulletin Archive



Languages:  To receive the CSID Bulletin in Arabic, in English, or both, please use the Update Profile/Email Address link at the bottom of this page.
للحصول على نشريّة المركز باللغة العربيّة أو الإنقليزيّة، إضغط على
Update Profile/Email Address
في أسفل الصفحة

Democracy Watch June 15, 2009
المرصد الديمقراطي

نشرة دورية يصدرها مركز دراسة الإسلام والديمقراطية - السنة الرابعة، العدد الثالث،  يونيه 2009
____________________
في هذا العدد:

-    كلمة المحرر: حرية الصحافة في العالم العربي .. مسألة وقت وموازين قوى
-    تونس: إعلام الشعب وإعلام السلطة: حول ملامح الشرخ الإعلامي في تونس
-    المغرب: حرية الصحافة بالمغرب: مفارقات التراكم وأخلاقيات الممارسة
-    فلسطين: من الحرية الصحافية إلى الحزبية الصحافية
-    سوريا: المشهد الصحافي في سوريا: العوائق والصعوبات
-    السودان: صحافة حكومية أو لا صحافة
-    ليبيا: تقهقر فى ملفها الإعلامي


❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖
حرية الصحافة في العالم العربي .. مسألة وقت وموازين قوى


ملف هذا العدد يتعلق بأوضاع حرية الصحافة في العالم العربي، وذلك من خلال استعراض حالات كل من المغرب، وتونس، وليبيا، ومصر، والسودان، وفلسطين وسوريا.
     وأول ما يلفت الانتباه التفاوت القائم بين مختلف هذه التجارب.  فالحديث عن مشهد متقارب أو متشابه للإعلام في المنطقة العربية حديث غير دقيق، ولا يعكس درجة الاختلاف في درجة المسموح بقوله في هذا البلد أو ذاك.  فلا يمكن المقارنة على سبيل المثال بين المغرب وتونس، أو بين مصر وسوريا.  وهو ما يقتضي تجنب الأحكام المطلقة وبالجملة على أوضاع الصحافة في العالم العربي.
     لكن تفاوت المشهد من دولة لأخرى، لا يعني أن حرية الصحافة قد أصبحت بخير في بعض الدول.  إن التقارير الصحفية التي يتضمنها هذا العدد من (المرصد الديمقراطي)، تكشف أن مهنة الصحافة في المنطقة العربية لم تتحول إلى مكسب دائم وغير معرض للتراجع أو الاستنقاص بل والتقويض أحيانا.  فحرية التعبير التي تتحقق بنسب متفاوتة هنا أو هناك، لا تزال تعتبر "مكسبا مؤقتا" قابلا للمراجعة، ومهددا في كل لحظة بالتضييق والاصطدام مع أجهزة المراقبة، إذا ما اصطدمت بمصالح مراكز القوى السياسية والمالية.  أي أننا نتحدث عن "حرية هشة"، في حاجة لمناخ سياسي داعم لها، وكذلك مؤسسات قوية ومستقلة تحميها، وفي مقدمتها قضاء مستقل، ونقابات قوية، ورأي عام مؤمن بحرية الإعلام.
     أما الدول العربية التي لا تزال درجة حرية التعبير فيها متدنية أو مفقودة أحيانا، فإن ذلك ناتج عن خوف مرضي لا يزال يسيطر على النخب الحاكمة سواء من الرأي المخالف أو من انسياب المعلومات.  لكن المؤشرات تدل بوضوح على أن المشهد الإعلامي في هذه الدول هو مشهد متحرك، وأن التغيير فيها وارد حتما، والمسألة فقط هي مسألة وقت.  فأنظمة الحكم في هذه الدول لم تنجح في القضاء على الأصوات المخالفة حتى لو وضعوا أصحابها في السجون، كما أنها فشلت أيضا في الاستمرار في إخفاء المعلومات التي أخذت تتدفق من أماكن وسائل متعددة لم يعد بالإمكان السيطرة عليها.
هذا يعني أن المستقبل في العالم العربي للإعلام الحر
    
صلاح الدين الجورشي

قراءة العدد                                      الآعداد السابقة

Democracy Watch June 15, 2009
د. المصمودى فى لقاء هاتفي مع الرئيس سيد ولد الشيخ عبدالله

 ندين الانقلاب على الديمقراطية الموريتانية و نؤيد الجهود الرامية إلى انقاذها




Radwan and Shaikh Ahmed
د. المصمودى و الشيخ أحمد ولد سيدى رئيس
جمعية الدفاع عن الديمقراطية

أجرى السيد الرئيس سيدى محمد ولد الشيخ عبدالله مساء اليوم لقاء هاتفيا من مقرإقامته بلمدن مع الدكتور رضوان المصمودى رئيس مركز دراسات الاسلام و الديمقراطية من مقرمركزه فى واشنطن. وقد ضم اللقاء إلى جانب الرئيس و د. المصمودى الناشط السياسي الشيخ أحمد ولد سيدى رئيس جمعية الدفاع عن الديمقراطية، الجهة المنظمة للقاء.

وقد أثنى السيد الرئيس على الدكتور رضوان المصمودى مثمنا الجهود التى يقوم بها من اجل دعم الدمقراطية و إشاعتها فى العالمين العربي والاسلامي، فيما أشاد المصمودى من جانبه بالديمقراطية الموريتانية التى كانت فى رايه "نموذجا للديمقراطية والتحول السلمى إليها فى العالم العربي"وحيى تمسك السيد الرئيس و قوى الشعب الموريتاني السياسية و المدنيه بها ودفاعهم عنها.

كما صرح د. المصمودى للسيد الرئيس بإدانته للانقلاب على الديمقراطية فى السادس من اغسطس الماضى و بان المزكز يؤيد كفاح الشعب الموريتاني من اجل ديمقراطيته النموذجية و الجهود التى يبذل السيد الرئيس فى سبيل العودة إلى الشرعية الدستورية و الحياة الديمقراطية.

وفى نهاية اللقاء وجه المصمودى دعوة للسيد الرئيس لزيارة الولايات المتحدة وكشف عن امكانية زيارته هو لموريتانيا فى وقت قريب

❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖❖

ترحيب و تهنئة و دعم مشترك

من جمعية الدفاع عن الديمقراطية (أمريكا الشمالية و موريتانيا) و مركز دراسة الإسلام و الديمقراطية (واشنطن، الولايات المتحدة)

 
تابعنا عن كثب المفاوضات التى احتضنتها داكار بين أطراف الازمة الدستورية الموريتانية التى شكلت تهديدا خطيرا للديمقراطية الموريتانية القتية والنوعية فى عالمنا العربي. وقد سررنا بتوصل فرقاء الازمة إلى اتفاق نأمل ان ينهي الازمة نهائيا ويضمن العودة إلى الحياة الديمقراطية. كما سررنا كذلك بمستوى النضج السياسي الذى وصله اللاعبون السياسيون الموريتانيون وهوما برهنت عليه قدرتهم حل خلافهم السياسي عبر آليات الحوار والتفاوض. وعليه فإننا:
 
1. نرحب بهذا الاتفاق التاريخي ونتعهد بتوجيه الجهود التى كنا نبذل فى سبيل إنقاذ الديمقراطية الموريتانية إلى دعمها وترسيخها والاسهام فى الافادة من تجربتها فى إطار نشر الديمقراطية فى عالمنا العربي.
 
2. نهنئ الشعب الموريتاني على كفاحه السلمي من أجل انقاذ ما قد حقق من مكتسبات ديمقراطية ونرجو ان يكون مثلا  لشعوب المنطقة.
 
3. نحي شجاعة كل المفاوضين الموريتانيين و تغليبهم للمصلحة العليا للبلد، كما نحيي جيران موريتانيا و الأسرة الدولية على نصرتهم الموحدة للديمقراطية فى موريتانيا.
 
 4. نوجه تحية خاصة للسيد الرئيس سيدى محمد ولد الشيخ عبدالله على تمسكه بالشرعية الدستورية ووصبره على النضال السلمي من اجل استعادة ماأتمنه الشعب عليه، كما نحيي استعداده للاستقالة من أجل المصلحة العليا لبلده. كما نخص بالشكر كذلك الجيش الوطني وقواة الأمن الموريتانية على قبول الخروج من الحياة السياسية وتسليم السلطلة للمدنيين، و نأمل ان تحذو الجيوش العربية حذوهما.
 
5. نعلن للجميع -ابتداء من الآن- عودتنا للعمل الحيادي ووقفنا على نفس المسافة من جميع اللاعبين السياسيين الموريتانيين. ولم تكن معارضتنا للانقلاب ودعمنا لمعارضيه سوى دعما للديمقراطية الموريتانية الفتية وإيمانا منا بأن انقاذها ضمان للتنمية المستديمة و الامن والاستقرار و رفاهية شعب الموريتاني. وعليه فإننا ندعو كل المهتمين للاتحاق بنا لتحقيق هذه الاهداف النبيلة.
 
التوقيع

الشيخ أحمد ولد سيدي                   رضوان المصمودي
جمعية الدفاع عن الديمقراطية             مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية
أمريكا الشمالية و موريتانيا               واشنطن، الولايات المتحدة


من سفر المنفى
  1560 شخصية عامة يُطالبون أوباما بإعطاء الأولوية للديمقراطية

د. سعد الدين إبراهيم
semibrahim@gmail.com
   
في مؤتمر صحفي حافل بنادي الصحافة في العاصمة الأمريكية، وجه مائة شخصية عامة، يوم الثلاثاء 10 مارس 2009، رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، يُطالبونه فيها بإعطاء الأولوية لدعم الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي.

March 10 Press Conference 1وكان مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، الذي يديره الناشط الأمريكي ـ التونسي د.رضوان مصمودي، هو الذي أخذ زمام المُبادرة في تنظيم حملة أمريكية ـ عالمية، شارك فيها العديد من الشخصيات العامة ذات الاهتمام والخبرة بشئون العالمين العربي والإسلامي. وشملت أقطاباً من الحزبين الديمقراطي (الحاكم حالياً) والجمهوري (الحاكم سابقاً)، ومن الدبلوماسيين الذين خدموا لسنوات طويلة في عواصم عربية وإسلامية، وأساتذة جامعيين، وإعلاميين، وأعضاء سابقين وحالين في الكونجرس.
كذلك كان من الموقعين على الرسالة المفتوحة للرئيس الأمريكي العديد من الشخصيات العامة المسلمة، سواء تلك التي تعيش في بُلدانها، أو في المنفى، أو في المهجر.
وكان ضمن من تحدث في المؤتمر الصحفي كل من د. ميشل جين، الدبلوماسية التي خدمت في القاهرة، ثم في مجلس الأمن القومي، وتعمل حالياً خبيرة في مؤسسة كارنيجي للسلام، ود. لاري دياموند، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة ستانفورد، ورئيس تحرير مجلة الديمقراطية، ود. جنفيف عبده، الكاتبة المعروفة في الإسلاميات، وكاتب هذه السطور.

فماذا تقول الرسالة للرئيس الأمريكي؟
بدأت الرسالة بتهنئة الرئيس أوباما على انتخابه، واحتفاء العالم كله بهذا الحدث غير المشهود، وما يعقده الناس عليه من آمال، في إعادة قيادة أمريكا للعالم، لا بقوتها العسكرية وثرواتها الاقتصادية فحسب، ولكن بتأكيد القيم الأمريكية الرفيعة، في الدفاع عن الحُريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ثم دخلت الرسالة فوراً إلى قلب موضوعها، وهو دعم الديمقراطية في العالم الإسلامي.

لماذا اختار المسلمون الأمريكيون هذه الوسيلة في مُخاطبة أوباما؟

بداية، تمثل هذه المُبادرة تجسيداً لما أشرنا إليه في الأسابيع الأخيرة من أن المسلمين والعرب والمصريين الذين يعيشون في أمريكا، سواء فيها أو هاجورا واستقراوا فيها، قد شبّوا عن الطوق، وتعلموا وسائل التنظيم ومهارات التأثير في صناعة القرار، سواء في الشئون الأمريكية أو شئون أوطانهم الأصلية. ويمكّنهم من ذلك أجواء الحرية والمجتمع المفتوح الذي يعيشون فيه ـ أي الولايات المتحدة. وأهم من ذلك فهم يتعلمون من جماعات الضغط الأخرى ـ مثل الأمريكيون اليهود، والأيرلنديين، والإيطاليين، والكوبيين. فأمريكا في البداية والنهاية هي مجتمع أقليات وافدة من كل الدنيا. وهم من يُسمون "أمريكيون بشرطة" بمعني أن كل من هذه الأقليات يُطلق عليها "أمريكيون ـ " تليها شرطة، يلياها اسم البلد الذي أتت منه هذه الأقلية، كأن نقول أمريكيون ـ بولنديين، أو أمريكيون ـ عرب، أو أمريكيون ـ مسلمون. ويُعتبر العرب والمسلمون أخر الجماعات الوافدة التي تنظم صفوفها كجماعة ضغط في الولايات المتحدة. وفي هذا السياق جاءت مُبادرة د. رضوان المصمودي باسم مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، والتي تجاوزت "الأمريكيين ـ المسلمين"، إلى أصدقائهم وأصدقاء الديمقراطية من أمريكيين آخرين، ومن مسلمين خارج الولايات المتحدة.
 
وقد تزامنت افتتاحية الواشنطن بوست مع الرسالة المفتوحة من مسلمين أمريكا إلى أوباما، فلعل وعسى أن يسمع هو ورؤساء دولنا الإسلامية إلى "نداء المعذبين في الأرض" آمين


في ندوة عقدتها �التجديد� حول الديمقراطية ونظام الحكم في الإسلام

المصمودي:العلمانية النافعة لا تحارب الدين ومبادئ الديمقراطية تتفق مع الإسلام


الوقت - علي الصايغ:

Radwan speaking in Bahrainاعتبر رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في واشنطن رضوان المصمودي أنه ''من المستحيل، ترسخ مبادئ الديمقراطية لدينا ما لم يقتنع غالبية الناس بأنها لا تتناغم فقط مع الإسلام بل ينبغي أن يكون هناك نهج تجديدي يميل لكرامة الإنسان فوق كل اعتبار، مع الاهتمام بقيمة وأهمية الحرية التي وهبها لنا الله''.
ورأى المصمودي في ندوة مساء أمس الأول (الأربعاء) بجمعية التجديد حول الديمقراطية ونظام الحكم في الإسلام، أن ''العلمانية النافعة، لا تحارب الدين ولا تعزل القيم الدينية عن المجتمع''، لافتا إلى ''ضرورة عزل المؤسسة الدينية عن السلطة السياسية''.

وطالب المصمودي ''أن تصبح عملية التحول الديمقراطي من أساسيات وجوهر العمل الإسلامي، وعلى الأحزاب أن تتلاقى في الاعتقاد بهذه الفكرة''، منوها إلى أن ''فكر الإسلام مستنير، لأنه يحمل حق الاختلاف، والمقارنة بالحجة أقرب للوصول إلى الحقيقة''.

وفيما أشار إلى أن ''الإسلام الحقيقي هو الذي يحارب الاستبداد ويدافع عن الحقوق والديمقراطية''، تطرق إلى نتائج استفتاء شمل 10 دول إسلامية، منها مصر وإيران، حيث نوه إلى أن ''النتائج، جاءت في 3 حقائق وهي: أن أغلبية كبرى من المسلمين (85 - 95%) تعتقد أن الديمقراطية أفضل نظام سياسي على المعمورة، وأغلبية الناس في هذه الدول تريد أن تكون الشريعة إما مصدرا وحيدا أو من مصادر التشريع وأن الأغلبية لا تريد لرجال الدين أن يكون لهم دور مباشر في وضع القوانين والدساتير بل يكونوا مستشارين لدى أصحاب الرأي''.

Bahrain Workshop 2وعن أولويات الأمة الإسلامية، لفت المصمودي إلى أن ''الديمقراطية والحريات وفتح باب الاجتهاد، معطلان ولابد من تعزيز فكرة المواطنة، فالإنسان العربي المسلم لابد أن يكون فاعلا وليس متفرجا''، حسب تعبيره.
وبشأن ترغيب المواطن العربي في فكرة الإصلاح والمشاركة، أجاب المصمودي ''ليس هناك من يريد أن يعيش تحت سلطة علماء الدين؛ لأن الدين يفرض عليهم فرضاً''، مضيفا أن ''هناك حاجة أو رغبة للعيش في ديمقراطية تحكمها الشريعة أو القيم الإسلامية''.

وقال ''نحن بحاجة إلى تطوير ميثاق حول الديمقراطية بمشاركة كل التيارات، وتطوير فكر إسلامي مستنير يؤسس للمشاركة الشعبية''.


الدّيموقراطية العربية هي الأمل الباقي
 لتوحيد الأمّة


منصف المرزوقي

السبت, 13 يونيو 2009
Moncef Marzoukiالديموقراطية بالنسبة الى الديموقراطيين العرب أكثر من نظام سياسي يغلّب المصلحة العامة على حقوق البعض في التسلط والمال العام وتوريث الشعوب. هي قضية يتوقف عليها مصير العرب لسببين:

1- لأنها مفتاح المسألة الوطنية، والاستبداد خلافا للصين لم يؤد إلى التنمية والمكانة إذ هو عندنا احتلال داخلي لعائلات إقطاعية أوعصابات حق عام نهبت خيراتنا وأذلت شعوبنا من دون أيّ من �إيجابيات� الاستبداد.
2- لأنها مفتاح المسألة القومية وهي الأمل الباقي لتوحيد أمة موحدة ثقافيا وممنوعة من التوحد السياسي بطبيعة الانظمة التي لا تتحد بينها أبدا. هي الطريق الوحيد لتأسيس اتحاد عربي لا يتصوّر إلا بين دول ديموقراطية على غرار الاتحاد الأوروبي. من دون هذا الهيكل القادر على إعطاء العرب مكانتهم تجاه الغرب وإيران وتركيا وإسرائيل سيبقون كاليتامى على مأدبة اللئام.
نفهم لماذا تشكّل لنا الدمقرطة رهانا أخطر بكثير من الذي يمكن أن تلعبه عند شعوب أخرى.
لنذكّر أننا لا نعني بالديموقراطيين فرقة خاصة من الليبراليين العرب، فهؤلاء سقطوا نهائيا بتبنيهم سياسة بوش في العراق واعتناقهم ايدولوجيا قادت وتقود البشرية الى الهلاك. المقصود كل مناضلي المجتمع المدني، ومن السياسيين كل الوطنيين والقوميين واليساريين والإسلاميين الذين فهموا أن فشلهم ليس لعيب في الأهداف وإنما بسبب لا فعالية فكر وممارسة الاستبداد.
طبيعي أن يصنفوا كأصدقاء كل من لا يتعرضون للدمقرطة العربية، وكأعداء كل الذين يدعمون الديكتاتوريات.
بديهي كذلك أن يقرأوا بانتباه كبير من خطاب أوباما في القاهرة المقطع الذي خصصه للديموقراطية، لا لشيء إلا للكارثة التي كاد سلفه يلحقها بمشروعهم المصيري. فهذا الأخير ووزراؤه، بخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر المشؤومة، لم يكفوا عن الجهر بأن استشراء الفساد والقمع وغياب الحريات في البلدان العربية والإسلامية عوامل مغذية للعنف وأن أميركا ستسعى لنشر الديموقراطية بما هي الحل الجذري لاجتثاث دوافعه. برافو وهل قلنا شيئا آخر طيلة الثلاثة عقود الأخيرة التي كانت الإدارة الأميركية فيها تقف دوما بجانب أكثر انظمتنا؟
المشكلة أن بوش كان مثل الطبيب الردئ الذي قيل فيه طبّبها فعماها. لم يمض وقت طويل ليتضح ما في هذا الخطاب من تبعات كارثية على الشعب العراقي وما فيه من جهل فاضح بوجود حركة ديموقراطية عربية منذ السبعينات، من وقاحة وبخاصة من نفاق بعد مسح كل الدين عن النظام الليبي حال دخوله باب الطاعة، ناهيك عن دعم اكثر الأنظمة العربية الحليفة.
كل هذا جعل كلمة الديموقراطية نفسها ممجوجة ومشبوهة وحتى مكروهة من رجل الشارع.
معنى هذا أن بوش كان صديقا كاذبا بل وخطيرا. هل أوباما صديق صادق وهل سيؤدي تهافت المتهافتين على السفارات الأميركية لدفع الدمقرطة العربية قدما؟
للردّ على مثل هذا السؤال لا خيار غير الانطلاق من خطاب اوباما الشهير في القاهرة. هذا الخطاب كان موجها لأطراف عدة حول مواضيع عدة وكل جزء داخل هذا الطرف أو ذاك تميّز بمواقف تنخرط كلها إما في رؤية نصف الكأس فارغا أو رؤيته ملآن. ما يهمنا بالطبع الموقف المصرح به من قضيتنا المركزية .
الملاحظة الأولى شكلية وتتعلق بأن الديموقراطية كانت محورا من بين ستة محاور أخرى من خطابه
(التطرف العنيف، الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي، الأسلحة النووية، الحرية الدينية، حقوق المرأة، التنمية الاقتصادية).

تتضح لامركزية الموضوع أيضا إذا قمنا بعملية حساب بسيطة فالخطاب (الترجمة العربية) يتكوّن من 5330 كلمة، وعدد الكلمات المخصصة لموضوعنا هو 351 كلمة أي أقلّ من 7 في المئة.

أما الفحوى فتتلخص في فكرتين أساسيتين نراهما بوضوح في قوله:
- �إن نظام الحكم الذي يسمع صوت الشعب ويحترم حكم القانون وحقوق جميع البشر هو النظام الذي أؤمن به�.... و �إن هذه الأفكار ليست أفكارا أميركية فحسب، بل هي حقوق إنسانية، لذلك الحقوق التي سندعمها في كل مكان�.
- �اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وأقول ما يلي: لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي لأية دولة أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى�.
الحاضر في النص إذن عموميات تعبّر عن تعلق الرجل بأفكار الديموقراطية وقيمها وهو أقل ما ينتظر من رئيس أقوى دولة ديموقراطية... ثم التأكيد على نية عدم التدّخل في الشؤون الداخلية للدول وفي طبيعة انظمتها.
الغائب في النصّ:

- إدانة واضحة لأنظمة تبذر كل أسباب العنف التي ستحصدها شعوب بريئة منها الشعوب الغربية.
- دعوة واضحة لها لتعديل ساعتها على ساعة العصر.
- التزام واضح لدعم قوى المجتمع المدني التي تعمل بصفة سلمية على تطويرها.

غاب كل هذا الكلام الذي كان البعض ينتظره بفارغ الصبر. ومن حسن حظنا أن أوباما لم يضرب على الطاولة ولم يبسط علينا حمايته العزيزة.
لماذا يجب شكر الرجل على حذره الشديد؟ ببساطة لأنه فوّت على الوطنيين والقوميين والإسلاميين والاشتراكيين فرصة الصياح ضدّ الديموقراطية .

إن أكبر عقبة تتعرّض اليوم لانتشار أسرع للخيار الديموقراطي هي قناعة الكثيرين من العرب بأن خلاصنا هو في الإسلام السياسي، أما الديموقراطية فخاصية ثقافية غربية يسوّقها الغرب لمصالحه ويحاول فرضها علينا بشتى الوسائل، إن عبر الضغط على الحكومات وإن عبر نخب منبتّة.

المضحك المبكي في الأمر أن هذه الأفكار الرائجة تعكس فهما معكوسا لكل الحقائق ومنها:
- أن العلاقة العضوية بين الغرب والديموقراطية أسطورة يريد بيعنا إياها بعد أن أوهم نفسه بصحتها.
- أن جزءا مهما من الغرب حارب طوال القرن التاسع عشر والعشرين الديموقراطية وأعطى العالم أفظع ديكتاتوريات التاريخ.
- أن جيوب الاستبداد في الغرب لم تختف وإنما تراجعت وراء الستار إلى دنيا المال والمخابرات والأحزاب اليمينية وكلها تنتظر ساعتها.
- أن النظم الغربية الحالية في تعاملها معنا واقعة في ورطة حيث تملي عليها مبادئها دعم الديموقراطية وتملي عليها مصالحها دعم الاستبداد. القاعدة التي حاول بوش خرقها ثم عاد للالتزام بها سريعا، والتي لم ولن يخرج عنها أوباما، هي تغليب المصالح على المبادئ.
- أنه لا بوش كان قادرا على إيقاف الدمقرطة العربية رغم فداحة الكارثة العراقية ولا أوباما قادر على الإسراع بها لو نوى، فما تتحكم بالعملية قوى من نوع القوى الجيولوجية التي تحرّك ببطء ألواح الأرض الحاملة للمحيطات والقارات. إنها التغييرات الاجتماعية والطفرة التكنولوجية والعدوى الخارجية. كانت القاعدة وستبقى أن الأنظمة السياسية تموت في العقول والقلوب سنوات وعقوداً قبل موتها في الواقع وأن البدائل تنضج طويلا في العقول والقلوب قبل أن تتمكن من سدّة الحكم.
والسؤال: هل سنسرع نحن بتحريك الألواح الحاملة لمجتمعاتنا ودولنا الديموقراطية التي يعدنا بها المستقبل؟
نعم يوم يستبطن كل العرب من الوطنيين والقوميين والإسلاميين والاشتراكيين أن الديموقراطية ليست خاصية ثقافية للغرب توهب أو تفرض وإنما تقنيات متطورة في قيادة الشعوب يجب أن نستولي عليها ونطعّمها ونطوّرها ليعود دفق الماء الزلال في المستنقعات النتنة وتتمكن الشعوب والأمة من جديد من مقاليد مصيرها.

* كاتب تونسي


CSID Brochure in Arabic
هذه المطويّة تعرّف بأهمّ آهداف و إنجازات المركز خلال العشر سنوات الماضية، و من بين أهداف المركز:
١. تقديم فهم أفضل للعلاقة بين الإسلام و الديمقراطيّة
٢. تحسين الصورة السائدة في المجتمع الأمريكي حول العرب و المسلمين
٣. دعم قيم الحرّية و الديمقراطيّة في العالم العربي و الإسلامي
٤. بناء شبكة عالميّة تربط بين المسلمين الملتزمين بالعمل من أجل الديمقراطيّة

Download Brochure

New Arabic Website Mainpage

بطاقة عضويّة أو تبرّع للمركز

Please visit our websites in English, Arabic, and Persian.  Then, please SUPPORT our work either by renewing your membership (by credit card or by check), or by making a tax-deductible donation of $50, $100, $500 or whatever you can afford. (donate online or by check).


Center for the Study of Islam & Democracy
Membership/Donation Form - 2009

Name: __________________________________________________________

Institution:_______________________________________________________

Address: ________________________________________________________

City_________________________State___________Zip _________________

Tel.:____________________________________________________________

Fax.:____________________________________________________________

E-mail:__________________________________________________________


I would like to join CSID as:

  Student Member          $20       Newsletter Subscription    $20
  Institutional Member    $200       CSID 500 Club               $500
  Associate Member        $50       Founding Member            $1000
  Member                      $100      Lifetime Member             $2500
  National Advisory Board           $1,000    
  International Advisory Board    $5,000

I would like to make a tax-deductible donation for:   $__________

Please mail, along with payment, to:
CSID, 10612-D Providence Road, Suite 704, Charlotte, NC, 28277
Radwan A. Masmoudi
President
Center for the Study of Islam and Democracy